تناول التحقيق الاستقصائي ضمن برنامج “المتحري” في حلقته الأولى (2020/12/13)، التمدد الإماراتي في السواحل اليمنية، وركز على القوات المتواجدة في السواحل اليمنية والمدعومة من أبو ظبي.
وكشف التحقيق بالوثائق الحصرية ومقاطع الفيديو الخاصة، عن تحويل ميناء المخا الذي اشتهر عالميا بتصدير البن اليمني إلى العالم، إلى قاعدة عسكرية تستخدم في إنزال وتحميل السلاح.
ويبعد الميناء عن مضيق باب المندب نحو 40 ميلا بحريا، كما يبعد من مدينة تعز نحو 100 كيلومتر.
واشتهر اسم "الساحل الغربي" في اليمن بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية التي عرفت باسم "الرمح الذهبي"، والذي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات، وكان الهدف منها تحرير الساحل من سيطرة مليشيات الحوثي، كجزء من تحرير محافظة الحديدة.
وبدأت محاولات السيطرة على الساحل من خلال خلق جغرافيا جديدة، وقد تم العمل إعلاميا على ترسيخ اسم الساحل الغربي كوحدة مستقلة، ومن خلالها تم اختيار وكلاء محليين وفقا لإستراتيجية محددة.
وحصل "المتحري" على مقاطع فيديو لمعدات عسكرية تصل إلى ميناء المخا عبر سفن تجارية قادمة من القاعدة الإماراتية في إريتريا.
كما كشف التحقيق عن استخدام الإمارات الهلال الأحمر الإماراتي في عمليات استخبارية في الساحل الغربي، وتشير الوثائق إلى بناء مقار احتجاز في جزيرة ميون وجزيرة زقر وباب المندب، كما تكشف عن وجود وحدة خاصة للإشراف على هذه المهام، بالإضافة إلى الاعتماد على العميد عمار محمد صالح وكيل جهاز الأمن القومي سابقا وشقيق طارق عفاش قائد قوات حراس الجمهورية التابعة للإمارات.
وتحدث القائد السابق للمدفعية في اللواء 35 مدرع برهان الصهيبي، بأن الهدف الإماراتي من الحرب في اليمن هو السيطرة على السواحل والجزر اليمنية، كونها ترى أن بالإمكان إنشاء موانئ على هذه السواحل الرملية.
ويؤكد اللواء محسن خصروف رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني سابقا، أن الساحل الغربي يمثل الشريان الحيوي الذي كان الحوثي يتغذى عليه طوال السنوات الماضية، مؤكدا أن استعادته تثمل المسمار الأخير في نعش جماعة الحوثي.
بدوره، قال رئيس ملتقى أبناء مديريات الساحل الشيخ أمين عبد الجليل إن الهدف من تحرير الساحل الغربي تحول من فكرة التحرير ومناهضة الانقلاب الحوثي، إلى تكوين مليشيا ومعسكرات خارج نطاق الحكومة الشرعية، لا تعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ويؤكد أحد الضباط العاملين في سواحل اليمن الغربية -والذي يتحفظ "المتحري" عن كشف هويته- أن الهدف من الضخ الإعلامي باسم الساحل الغربي هو خلق منطقة جغرافية جديدة بين محافظات لحج وتعز والحديدة، تسيطر على الساحل الغربي وتشرف على الجزر اليمنية، بدءا من سقطرى ومرورا بالجزر الممتدة على البحر الأحمر لتكون تحت سيطرة الإمارات.
وأضاف أن السيطرة كانت على الشريط الساحلي، والهدف منها تأمينه، حيث كانت السيطرة بعمق 2 إلى 5 كيلومترات فقط، وهي ليست ذات جدوى عسكرية، مؤكدا أن الخطة التي يتم العمل وفقها لا تظهر النية لتحرير المنطقة، وإنما الهدف منها الاستنزاف البشري للقوات الموجودة في الجبهات.
ويرى أستاذ العلوم السياسية فيصل الحذيفي أن الهدف من هذا السيناريو هو فصل الساحل الغربي عن تعز والحديدة، لخلق منطقة جديدة تأتمر بأمر طارق عفاش نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، متهما السعودية والإمارات بعدم الاكتفاء بسلخ الجنوب عن اليمن بل أيضا تفتيت السواحل الغربية.
من جهته، أكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في الحديدة عصام شريم، عدم وجود اسم الساحل الغربي في التاريخ اليمني، مضيفا أن الهدف من تغيير هوية المكان تصب في مصلحة خلق وضع جديد له، متهما دولة الإمارات بالسعي للسيطرة على السواحل والميناء والمطارات، كما اتهم طارق عفاش بقتل عمه الرئيس السابق من خلال تزويده بمعلومات كاذبة، واصفا إياه "بالغبي".
وكشف الصحفي وديع عطا عن التشكيلات العسكرية الموجودة في الساحل الغربي، والتي تنقسم إلى 3 قوى رئيسية: الأولى تعرف بحراس الجمهورية وتتبع طارق عفاش، والقوة الثانية تعرف بالعمالقة وتتبع أبو زرعة المحرمي وهي أول قوة توجد في الساحل الغربي، والقوة الثالثة هي المقاومة التهامية.
كما تحدث ضابط من قوات العمالقة -يتحفظ "المتحري" عن كشف هويته- عن إجبارهم على تسليم المواقع التي قاموا بتحريرها لقوات طارق عفاش، حيث يقوم هو بإعادتها للحوثيين، مؤكدا أن التسليح الذي تحصل عليه قوات عفاش يختلف عن الأسلحة التي صُرفت لباقي القوات، كما أن الرواتب تصل بشكل منتظم وبسهولة لها على عكس ما يحدث لباقي القوات.
التعليقات