قالت صحيفة اندبندنت البريطانية، اليوم الخميس، إن لندن تساعد اليمن بالإغاثة، لكنها تبيع أسلحة لمن يقصفونه.
ونشرت الصحيفة تقريرا حول الحرب في اليمن، كتبه مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط بيل ترو.
يستهل ترو الموضوع بتحذير من منظمة أوكسفام الخيرية حول تنامي العنف في عموم اليمن، حيث يتعرض أربعة مدنيين للقتل أو الإصابة كل يوم في منطقتين من أكثر المناطق تضرراً بالحرب في البلد منذ التوصل إلى اتفاقية سلام قبل عامين.
ويذكّر الكاتب باتفاقية ستوكهولم التي وقعتها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2018 من أجل وقف القتال في محيط مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، ومعالجة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في محافظة تعز وسط البلاد.
ويقول الكاتب إنها كانت المرة الأولى منذ سنوات التي تلتقي فيها الأطراف المتحاربة في اليمن، وكان يفترض أن تضع الأساس لاتفاقية سلام شاملة وطويلة الأجل لإنهاء الصراع المدمر الذي دخل عامه.
لكن، وبحسب بيانات جمعها مشروع مراقبة التأثير المدني والتي حللتها أوكسفام، فإن 592 مدنياً قتلوا و 2136 أصيبوا في المنطقتين منذ توقيع الاتفاق، وهو ما يعني أن أربعة مدنيين في المتوسط قتلوا أو جرحوا يومياً.
وينقل مراسل الصحيفة عن منظمة أوكسفام قولها إنه بدلاً من أن تجلب الاتفاقية نهاية للعنف في اليمن، فإن الهجمات على المدنيين شهدت تصاعداً. وحثت أوكسفام المجتمع الدولي على التدخل ووقف بيع الأسلحة التي تستخدم في الحرب. وبحسب الحملة ضد تجارة السلاح، فإن المملكة المتحدة قدمت مليار جنيه استرليني على شكل مساعدات في اليمن ولكنها منحت تراخيصاً لبيع أسلحة بقيمة 6.5 مليار جنيه للدول التي تقصف اليمن.
ويروي الكاتب قصة يمني اسمه محمد، وهو أرمل يبلغ من العمر 50 عاماً، وفر من تعز في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني عندما قُتل زوج ابنته. ويعيش محمد، وهو أب لأربعة أبناء، حالياً في مدرسة تضم خياما، تأوي كل منها عشرة أشخاص. ويخشى محمد أن يُطرد من المدرسة.
وقال محمد لأوكسفام: "يريدون منا أن نرحل لأن المكان مكتظ، لكن لا يوجد مكان آخر نذهب إليه. الآن، نحن في هذا المكان بدون طعام ولا مراحيض ولا رعاية صحية ولا بطانيات وبدون ماء تقريباً".
وينقل مراسل الصحيفة عن هانا كوبر، مستشارة أوكسفام للسياسة الإنسانية في اليمن، قولها "كل يوم يموت مدنيون أو يصابون في هذا الصراع العبثي، بينما يواجهون أيضاً الجوع والمرض، في ما يعتبر أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وتمضي كوبر قائلة إن "الدول الأعضاء في المجتمع الدولي، ومن بينها المملكة المتحدة، عليها أن تتوقف عن تغذية الصراع من خلال بيع الأسلحة لاستخدامها في الحرب. وبدلاً من ذلك، عليها أن تبذل قصارى جهدها لحمل الأطراف المتحاربة على الموافقة على وقف لإطلاق النار في عموم البلاد من شأنه أن يبني الثقة ويشهد عودة جميع الأطراف إلى المفاوضات، ملتزمين بتحقيق سلام دائم".
ويختم الكاتب بالقول إن الأشهر القليلة الماضية شهدت تصاعداً في القتال في الحديدة وتعز، حيث يقول المدنيون إنهم اضطروا للفرار إلى مخيمات نزوح بائسة على الرغم من ظروف الشتاء القاسية وانتشار وباء فيروس كورونا.
التعليقات