[ الأكايمي العُماني ]
اتهم أكاديمي عماني بارز، يوم السبت، السعودية والإمارات بالاتفاق على تفكيك اليمن منذ زمن بعيد وليس وليّد اللحظة الراهنة. مشيراً إلى أن لدى الشرعية أوراق ضغط كبيرة لمواجهة الإمارات ولن يكون أمام الرياض سوى موافقتها.
وقال الأكاديمي العماني المتخصص بالشؤون الإستراتيجية، عبد الله الغيلاني، في حوار أجراه معه موقع “الخليج اونلاين”، إنكان حرياً بالحكومة الشرعية وحلفائها أن ينتبهوا إلى هذا المشروع، وأن يتصدوا له وهو في مراحله الجنينية.
ولفت الغيلاني إلى أن لدى الحكومة عدة خيارات دستورية، حيث يمكنها أن تجعل التحالف أمام خيار الانتصار للشرعية والانحياز إلى الأهداف التي جاء من أجلها، أو رفع يده عن القضية اليمنية.
وأشار إلى أن الخيار الأول هو التلويح بورقة طرد الإمارات من اليمن والتحالف وهذه الورقة سيجعل السعودية محرجة جداً، لأن وجود قوات المملكة في اليمن تحت غطاء الحكومة الشرعية.
وبيّن أن الخيار الثاني فهو لملمة القوى الوطنية، فالجيش الوطني والمقاومة الشعبية قادران على وقف المشروع الإماراتي، ولكن ينقصهم التسليح والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، وهذا كله غائب، بسبب وضع حكومة هادي، البيض كله في السلة السعودية وهذا خطأ، بل يجب عليها أن تستقل بقراراتها الإستراتيجية.
وأضاف: أنّ هناك خياراً ثالثاً بيد الشرعية في اليمن، وهو الخروج من حالة الارتهان الكلي للسعودية والبحث عن نسج علاقات دولية أخرى خارج نطاق التحالف، والدعوة إلى شيء من الإجماع السياسي، بمعنى أن تطرح الحكومة الشرعية مشروعاً وطنياً يضم كل الفرقاء السياسيين من قوى وطنية وقبلية ومستقلين.
وأكد أن السعودية محرجة تماماً، وهي مضطرة إلى تأييد ما يخرج عن الرئيس هادي من بيانات حتى لو هاجمت الإمارات والتخريب الذي تمارسه.
واستدرك بالقول: لكن على المستوى الاستراتيجي هناك توافق بين الرياض وأبوظبي على مستوى الثوابت، والخلاف تكتيكي بما يتصل بإخراج السيناريوهات المتفق عليها.
وأوضح الغيلاني أن أبو ظبي والرياض متفقتان على تفكيك اليمن وتحويله إلى دويلات، وإبقاءه في حالة احتراب داخلي وتفكُّك وتمزق، إضافةً إلى تثبيت الحوثيين في الشمال وعدم الإطاحة بهم وإعطائهم إقليم آزال (يضم صعدة وصنعاء وعمران وذمار).
وأشار إلى أن السعودية محرجة من إخراج هذه السيناريوهات على الطريقة الإماراتية لا أكثر، ولكن الأبعاد الإستراتيجية في الأزمة اليمنية متفق عليها.
وأضاف: أن الإمارات تتخذ خطوات وسياسات حادة تبدو أكثر رعونة ولا تراعي الرأي العام اليمني ولا الإقليمي، لكن السعودية أكثر حرجاً، لأنها المتضرر الأول، وأمنها القومي يتعرض للخطر، بسبب ضربات الحوثيين.
وذهب إلى أن الإمارات لم تتعرض لأي ضربات حقيقية من قِبل الحوثيين، ولو فعلت الجماعة بالإمارات ما فعلته بالسعودية لكان الاقتصاد الإماراتي منهاراً ولم يصمد بضع ساعات، ولكن ذلك لم يحدث، بسبب الروابط والاتفاقات مع إيران.
وأوضح “الغيلاني” : أن “أبوظبي والرياض هما اللتان أوصلتا الحوثيين إلى صنعاء ضمن اتفاقات معينة، ولكنهم لم يلتزموا ثم انقلبوا عليهما”
واعتبر أن المشروع السياسي العسكري الإماراتي يسير في المنطقة بتوافق إقليمي ودولي، ولكن ربما السعودية لا تدرك الخطر الذي يحيط بها، أو أنها مكرَهة على الخضوع والإذعان لهذه السياسات، وهناك لاعب دولي أمريكي بالأزمة اليمنية لا شك في أن له دوراً بكل ما يجري.
التعليقات