الخبر من عمق المحيط

نجاح تركيا في أذربيجان.. هل يحتاج اليمن لحليف صادق بدل التحالف؟

نجاح تركيا في أذربيجان.. هل يحتاج اليمن لحليف صادق بدل التحالف؟
سقطرى بوست -  الخليج أونلاين الأحد, 22 نوفمبر, 2020 - 10:45 مساءً

في حين يُنهي التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية عامه الخامس، لم يحقق خلالها هدفه المعلَن، والمتمثل في إلحاق الهزيمة بجماعة الحوثيين وإرساء سلطة الحكومة الشرعية من جديد، بل ساهم في انقلابٍ جديد جنوب اليمن، وزاد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

 

وفي مقابل ذلك فإن الانتصارات التي حققتها مؤخراً دولة أذربيجان بدعمٍ من تركيا دفع الكثير من اليمنيين ليضعوا مقارنات بين ما يصفونه بـ"فشل تحالف دعم الشرعية باليمن"، وبين تحالف تركيا مع الدول التي مرت بأزمات عسكرية وسياسية.

 

ويرى اليمنيون أن تركيا ظهرت بموقفها القوي الداعم لأذربيجان حتى انتصرت كقوة إقليمية مؤثرة، وحليفاً استراتيجياً قوياً وصادقاً مع حلفائه، بعكس ما رأوه من السعودية والإمارات، التي قالوا إن هدفهما الرئيسي من التدخل الحصول على موطئ قدم في اليمن.

 

التحالف الناجح

عندما يتحدث اليمنيون عن فشل تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات، يقارنونه بشكل مباشر مع النجاح الذي حققته تركيا في الدول التي تدخلت فيها.

 

آخر تلك التدخلات كانت في أذربيجان، بعدما نجحت الأخيرة -بدعم تركي- في استعادة كافة أراضيها في إقليم "قره باغ" والمحافظات الأخرى التي كانت محتلة من قبل أرمينيا خلال 6 أسابيع، الكثير منها بالحرب، وبقية الأراضي باتفاق السلام الذي تم توقيعه بين أذربيجان وأرمينيا.

وقبل ذلك كانت تركيا قد نجحت بتحالفها مع الحكومة الليبية المعترف بها رسمياً في فك الحصار عن العاصمة طرابلس والتقدم نحو مدن وقواعد عسكرية، قبل أن يتدخل المجتمع الدولي لوقف ذلك التقدم واللجوء إلى تفاهمات سياسية.

 

لم تكن تلك التدخلات التركية الوحيدة لدعم حلفائها، فقد سبق ذلك مساعدة تركيا للصومال في أزمتها الداخلية، والإسهام في إيقاف التدهور الأمني والاقتصادي.

 

أما قطر فقد تمكنت بتحالفها مع تركيا من وقف غزو عسكري قالت وسائل إعلام أمريكية إن دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) كانت تنوي القيام به عقب الأزمة الخليجية، منتصف 2017.

 

مقارنة بين تحالفين

سادت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن مقارنات بين التحالفات السائدة في المنطقة، وفي مقدمتها تحالف السعودية والإمارات، وتحالف تركيا مع بعض الدول.

 

وكتبت "شيرين" على صفحتها في "تويتر" قائلة: "صارت الشعوب تتمنى تدخلاً تركياً بعد استعادة أذربيجان لكامل أراضيها المحتلة من قبل الأرمن بدعم تركي خالص، وبعد إفشال المشروع الفرنسي الروسي بليبيا بدعم تركي بامتياز، وبعد استقرار ونماء الصومال بدعم تركي صادق، وبعد تصدي قطر للغزو السعودي الإماراتي بدعم تركي مباشر".

 

وعلق ناشط يدعى "عز العرب" بقوله: "أردوغان دخل ليبيا وفي شهر حسمها، ودخل أذربيجان أسبوعاً وحسمها، والهمج لهم 6 سنوات باليمن دمروا الأرض والإنسان والشجر والحجر وأكلوا الأخضر واليابس ويأتي يقول لك جئنا نساعد اليمن".

 

اما يوسف فقد رأى أن "التحالف الصادق" هو السبب وراء الفشل في اليمن، مضيفاً: "المشكلة الوحيدة في اليمن هو التحالف، لو كان صادقاً لأزاح وتخلص من الحوثي في شهور، ولكن أتوا لكي ينهبوا الثروات والموانئ، 40 يوماً وأذربيجان تحتفل بالنصر كونها اختارت الحليف الصادق، ولكن عقول الشرعية مغيبة ومتفرقة".

 

بدوره كتب وضاح اليمن قائلاً: "أهم حروب الشرق الأوسط وأكثرها تعقيداً بين أذربيجان وأرمينيا وانتهت بـ3 أشهر، بينما اتفاق الرياض مر عليه عام، واستوكهولم عامان، وعاصفة الحزم 5 سنوات، والمبادرة الخليجية 8 سنوات، ولَم يتحقق شيء للآن".

 

ويعلق "المراقب الشرعي" بقوله: "تركيا تسدد ديون #الصومال، و #السعودية و #الإمارات تنهبان ثروات #اليمن، يا ليت قومي يدركون الفرق بين الحليف الصادق والحليف الغادر الخائن".

 

وسبق أن رأى يمنيون أن نجاح حكومة الوفاق الليبية في طرد قوات حفتر من قاعدة الوطية بمساعدة من حليفها التركي أنه "أثار نوعاً من الغيرة أو الغبطة" لديهم.

 

وأكدوا أهمية وجود حليف "قوي وصادق ويساندك في التحرير وغير طامع ببلادك"، وفق وصفهم.

 

وقال ناشطون: إن "تركيا إذا دخلت في تحالف مع اليمن فإنها قادرة على إنهاء انقلاب الحوثي في مدة وجيزة".

 

انتصارات ليبيا اثبتت للعالم ان تركيا حليف قوي وصادق مع حليفها وانها اذا دخلت في تحالف مع اليمن فانها قادره على انهاء انقلاب الحوثي في مدة وجيزة فهل تعي شرعيتنا المؤسوره بذالك !!#الوطية_تحت_الشرعية

 

حليف صادق

يرى الناشط اليمني سليم المعافا أن ما ينقص اليمنيين "حليف استراتيجي وصادق؛ مثل تركيا، التي لم تدخل بهدف السطو والسيطرة على من طلبوا عونها في كل المناطق التي تدخلت فيها".

 

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يؤكد المعافا أن تركيا رغم تدخلاتها التي كان كثير منها له تأثيرات دولية فإنها نجحت في تحقيق الكثير، وأنهت معظمها بعد ذلك عن طريق السلام، كما يحدث حالياً في أذربيجان وليبيا، التي يجري التفاوض وإجراء محادثات لإنهاء الاقتتال.

 

 

وأضاف: "بينما في اليمن مر نحو 6 أعوام والقتال مستمر، بل وتقلص دور الشرعية؛ فبدلاً من أن تدخل الحكومة في أي مفاوضات قادمة بقوة انتصاراتها ها هي تدخل وهي بلا حول لها ولا قوة، بل وأُفقدت قوتها حتى في مناطق سيطرتها كما حدث في جنوب اليمن من انقلاب برعاية التحالف ذاته".

 

وتابع: "يكفينا 6 سنوات من الحرب والاستنزاف والدمار الممنهج، بإدارة سعودية- إماراتية"، داعياً حكومته بقوله: "ألا يفترض بها أن تلتفت لحليف صادق وبشروط واضحة بدلاً من بقائنا تائيهن وبحرب تزيد البلاد تدهوراً".

 

تركيا تقارن!

لم تتوقف المقارنة عند اليمنيين فقط، بل شارك ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، بمقارنته؛ بعد أن قال في مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، في 19 نوفمبر 2020، إن التحالف العربي في اليمن "لم ينجح إلا في تعميق الأزمة هناك، بينما قدمت أنقرة نماذج يحتذى بها على صعيد تأسيس السلام" في عدد من مناطق العالم.

 

ورفض أقطاي الانتقادات التي تتهم تركيا بأنها تتدخل في شؤون الدول العربية، مشيراً إلى أن "هؤلاء المنتقدين أنفسهم لم ينجحوا بحل مشكلة ما من الأزمات القائمة منذ عشر سنوات، بل زادوا من تعقيد حلها وجعلها أكثر صعوبة."

 

 

وهاجم أقطاي دور التحالف العربي قائلاً إن التحالف بقيادة السعودية والإمارات في اليمن أثبت على مدار 5 سنوات كاملة عجزه عن "التغلب على الحوثي"، مضيفاً أن "هذا لا يعني بطبيعة الحال أن عجزهم نابع عن قوة الحوثي، على العكس، حيث إن الحوثيين مهما كانت قوتهم التي يستمدونها من إيران فإنهم لن ينجحوا في تنفيذ انقلاب ضد الشعب اليمني".

 

وحسب مستشار أردوغان فإن "المشكلة الرئيسية هي أن قوات التحالف في الوقت الذي تحارب فيه الحوثيين تقوم أيضاً باتباع سياسة غير موثوقة من شأنها إضعاف الأطراف اليمنية الأخرى"، حيث "لم تكن أولوية قوات التحالف يوماً ما إحلال السلام أو توفير الاستقرار للشعب اليمني، بل تأسيس حكومة وإدارة تتبع لهم وتتلقى الأوامر منهم".

 

واستطرد مستشار أردوغان قائلاً: "لقد كان السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في اليمن هو الاعتراف بكافة شرائح الشعب اليمني، وفتح الطريق أمام جو حوار من شأنه أن يجلب السلام لجميع تلك الشرائح"، معتبراً أنه "لا يمكن لسياسة تقوم على استخدام طرف دون آخر أن تساهم في ضمان الوحدة والاستقرار في بلد ما".

 

الحسابات الضيقة

المقارنة واضحة بما يحدث من حرب عبثية منذ 5 سنوات، وصارت إلى الأسوأ، هكذا يصف الناشط السياسي أحمد هزاع ما يحدث في اليمن، مشيراً إلى أن ما يحدث حالياً "بات حرباً على الجيش والحكومة وتشويه كل من يقاوم الحوثيين وليس العكس".

 

ويقول لـ"الخليج أونلاين": إن "الحسابات الضيقة للتحالف أدت إلى ظهور الفشل بكل وضوح للجميع، وما يحصل من انتصارات لأذربيجان بدعم تركيا يؤكد أن تحالف السعودية والإمارات يعبث باليمن".

 

وأكد أن ما يعتقده اليمنيون من سبب فشل التحالف باليمن هو "عدم وجود تخطيط استراتيجي لإسقاط الحوثيين"، مضيفاً: "هذا النجاح لتركيا، خصوصاً في أذربيجان مؤخراً، أعتقد أنه سيضغط على التحالف مع استمرار فشله".

 

وتابع: "استمرار الحرب ستكون فضيحة مستقبلاً على التحالف، لكن يبدو أن السعودية لا تريد أن تنتصر الشرعية، بل تريد استمرار حرب اليمن".

 

ودعا التحالف إلى الذهاب نحو تحقيق الهدف من تدخله في اليمن، "أو الانسحاب من البلاد"، مؤكداً وجود "عبث وتآمر من السعودية والإمارات ضد الجيش الوطني من خلال استهدافه بضربات مختلفة، وتعقيد الأزمة في جنوب اليمن".

 

ورأى أن الوضع في اليمن يمضي نحو الأسوأ، وأن لا سبيل "سوى خروج الشعب ضد هذا التدخل الذي أصبح وبالاً على اليمنيين".


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات