الخبر من عمق المحيط

طيران "اليمنية" بلاوقود ولا مأوى .. مسؤول : التحالف يدمّر المطارات

طيران "اليمنية" بلاوقود ولا مأوى .. مسؤول : التحالف يدمّر المطارات

[ طيران اليمنية ]

سقطرى بوست -  صحف السبت, 31 أكتوبر, 2020 - 10:30 صباحاً

المطارات من بين المواقع الاقتصادية والحيوية والسيادية التي ركز تحالف الحرب في اليمن بقيادة السعودية والإمارات على وضع يده عليها، فيما حوّل بعضها للاستخدام الخاص وإلى ثكنات عسكرية إماراتية، كما هو حاصل في مطار الريان بحضرموت.

 

أما مطار الغيضة في المهرة، الذي تشرف عليه القوات السعودية، فقد اَثار وجودها فيه جدل احتجاجات واسعة في هذه المحافظة اليمنية المحاذية لدولة سلطنة عمان.

 

وفي الوقت الذي يستمر فيه إغلاق مطار صنعاء للعام الثالث على التوالي واقتصار استخدامه على بعض الرحلات الخاصة بالأمم المتحدة لنقل المساعدات الإغاثية والأدوية وتنقّل وفود المنظمات الأممية، لم تمنح أي من شركات الطيران تصاريح خطوط ملاحية إلى أي من المطارات التي من المفترض جاهزيتها لاستقبال الرحلات مثل الريان الذي لم يُستخدَم إلا بشكل محدود من قبل السلطات المحلية بحضرموت، إضافة إلى رفض التحالف تسيير رحلات داخلية بين مطارات عدن والمكلا وسقطرى وسيئون.

 

وحسب مسؤول في الهيئة اليمنية العامة للطيران المدني والأرصاد، تحفظ عن ذكر اسمه، فإن الخطوط الجوية اليمنية الحكومية تتعرض للتضييق والمنع، حتى بعد تشغيل بعض المطارات، مثل مطار عدن وسيئون بحضرموت، إذ تُمنَع من المبيت في المطارات اليمنية، وهو ما يكلفها أموالاً باهظة بسبب مبيتها في مطارات خارج البلاد.

 

وأشار المسؤول لـ"العربي الجديد"، إلى أن ما يحصل عبارة عن تدمير ممنهج للرموز السيادية في اليمن، مثل العملة والمنافذ الجوية والبحرية والبرية، بهدف تضييق الخناق على البلاد، والسيطرة عليها بالتوازي مع منهجية إغراقها بالصراعات، ما يؤدي إلى إضعاف جميع الأطراف اليمنية وتشتيتها.

 

في الأثناء، أعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية نهاية الأسبوع الماضي، عدم قدرتها على تزويد طائرتها بالوقود بعد رفض شركة النفط الحكومية منحها حصتها المقررة المعتادة من الوقود نتيجة الأزمة الراهنة التي تعيشها المؤسسات العامة الحكومية والصعوبات التي تواجهها في توفير الوقود الذي تحتاجه بعض القطاعات والمؤسسات الحكومية مثل محطات الكهرباء الحكومية وشركة الطيران.

 

هذا الأمر سيجبر الشركة اليمنية على الإقلاع والهبوط مراراً وتكراراً في أقرب مطار تصل إليه في الدول المجاورة بهدف التزود بالوقود، لعدم قدرتها على التزود به في مطاري عدن وسيئون الوحيدين اللذين تستخدمهما "اليمنية" بشكل محدود.

 

وكيل وزارة النقل اليمنية السابق، عامر البرعام، يؤكد لـ"العربي الجديد" أن تحالف دولتي السعودية والإمارات يطبّق حصاراً شديداً على اليمن من جميع المنافذ، ومنها المطارات، وينفذ سياسات مجحفة وغير منطقية تفرضها قيادة التحالف، ما قيَّد حركة الناقل الوطني في الأجواء اليمنية وحمّله أعباءً مالية كبيرة تعوق إمكانية تقديم خدمات جيدة أو حتى الحفاظ على الأصول الموجودة بإخضاعها للصيانة الدورية اللازمة. إضافة إلى تهاوي عدد الرحلات من اليمن وإليه، حتى في ما يخص الرحلات الداخلية، ما ألحق أضراراً بالغة في مورد مهم وقطاع اقتصادي واعد، حسب البرعام.

 

ويوضح أن هناك خلفيات سياسية في إطار الصراع الدائر في اليمن، كان لها دور كبير بالتركيز على هذا القطاع لإضعافه وشلّ حركته وقدراته، إذ إن الخطوط الجوية اليمنية أُسِّست مناصفة بين اليمن والسعودية قبل أن تدمج مع شركة الطيران العامة "ليمتد" التي كانت عاملة في جنوب اليمن قبل الوحدة، وتصبح شركة واحدة تعود ملكيتها بالكامل للدولة في اليمن، لذا فجرت الحرب كل هذه السياسات التدميرية المبنية على خلفيات سابقة انعكست في أهداف التحالف بغرض تفتيت البلاد.

 

وتشير بيانات رسمية اطلعت عليها "العربي الجديد"، إلى أن عدد الرحلات الجوية لطيران الخطوط الجوية اليمنية خلال الفترة من 2010 حتى 2015 وصلت إلى نحو 8500 رحلة من مطار عدن فقط، وهو المطار الرئيسي الوحيد العامل حالياً إلى جانب استخدام محدود لمطار سيئون، مقارنة بالفترة الممتدة من بداية الحرب في 2015 وحتى 2019 التي وصل فيها عدد رحلات طيران اليمنية من هذا المطار إلى نحو 1429 رحلة بفارق 7123 رحلة عن الفترة السابقة.

 

حسب البيانات، فإن نسبة هذا الانخفاض تصل إلى أكثر من 80%، وهي نسبة كبيرة جداً، إضافة إلى تراجع عدد المسافرين.

 

هذه الأرقام، وفق خبراء في قطاع الطيران، تعكس انهياراً تاماً تعرّض له هذا القطاع، فيما أثّر هذا التراجع والانحدار كثيراً بحركة التجارة والاقتصاد الوطني في اليمن لاعتماد النقل بكل قطاعاته على الحركة المستدامة لعملية تحركات المواطن، سواء الداخلية والخارجية.

 

وفقد اليمن، وفق الباحث الاقتصادي مراد منصور، السيطرة على قطاعاته الواعدة التي كان يعول عليها في توفير جزء من الموارد العامة، رغم محدوديتها بالنظر إلى ما كانت تمثله الإيرادات النفطية من ثقل في هيكل موازنة الدولة، الذي يعود إلى عدم استغلال القطاعات الأخرى بصورة مثلى.

ويؤكد منصور لـ"العربي الجديد"، أهمية مراجعة التحالف لسياساته وتدخلاته في اليمن وتمكين السلطات المعنية في اليمن من إدارة جميع قطاعاتها الاقتصادية مثل الطيران والمو


مشاركة

التعليقات