توسعت موجة غضب واستياء عارم، في الأوساط الصحفية والحقوقية اليمنية، على خلفية استثناء صحفيين وسياسيين ونشطاء مدنيين مختطفين في سجون جماعة الحوثي بصنعاء، من اتفاق التبادل الذي ترعاه الأمم المتحدة وشمل أكثر من ألف أسير بين الحكومة والحوثيين.
وعبّر صحافيون وحقوقيون ونشطاء عن خيبة أمل كبيرة من تجاهل المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث الصحفيين المختطفين وعدم إدارجهم ضمن اتفاق التبادل بين الحكومة ومليشيات الحوثي الذي أبُرم، أمس الأحد، في سويسرا.
كما تجاهل الاتفاق السياسي اليمني محمد قحطان وشقيق الرئيس ناصر منصور هادي ووزير الدفاع السابق محمود الصبيحي بالإضافة للمئات من الأكاديميين والنشطاء المدنيين وطلبة الجامعات.
وحمّلوا في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، المبعوث الأممي غريفيث والأطراف المعنية بالاتفاق مسؤولية تجاهل قضية الصحفيين المختطفين باعتبارها قضية انسانية لاسياسية.
مشيرين الى أن قضية الصحفيين من المفترض أن تكون في صدارة أولويات أجندات التفاوض وكان المتوقع أن يلعب المبعوث الأممي دوراً مهماً للضغط من أجل الأفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين ضمن الأسماء الأولى في هذا الاتفاق.
وقالوا إن الصحفيين العشرة جرى اختطافهم من منازلهم وأماكن أعمالهم في صنعاء دون تهمة سوى عملهم الصحفي، ولفقت بحقهم جماعة الحوثي اتهامات باطلة وكيدية لتبرير والتغطية على جريمة اختطافهم وتعذيبهم، كما قدمتهم لمحاكمات هزلية ويواجه أربعة منهم أحكاماً جائرة بالإعدام.
وفي الصدد، طالبت الحقوقية والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة مارتن الدولية للحقوق هدى الصراري، توضيحاً من الحكومة اليمنية، حول خلفية "عدم ادراج الصحفيين ضمن صفقة تبادل الاسرى، رغم انهم مدنيون في الاصل، اختطفوا بسبب نشاطهم السياسي المعارض لجماعة الحوثيين".
وحذرت الصراري من إن: "التفاوض الانتقائي يخل بمبدأ حقوق الانسان"، مضيفة "هناك أمهات وأسر تنتظر احباءها مثلما بقية المفرج عنهم!!".
من جانبه، وجه الصحفي عبدالله المنصوري وهو شقيق الصحفي المختطف الذي يواجه حكما من محكمة حوثية بالإعدام الى جانب ثلاثة من زملائه توفيق المنصوري، وجه "مناشدات لكل الضمائر الحية للوقوف مع أهالي الصحفيين والضغط على المليشيات الحوثية للإفراج عنهم".
وأطلق المنصوري من صفحته على فيس بوك، نداء خاصاً للمنظمات والاتحادات والنقابات الصحافية مناشداً فيهم الضمير الصحفي لمناصرة قضية زملائهم المختطفين في السجون العبثية منذ ستة أعوام، وقال: "نناشد الضمير الإنساني لكل الحقوقيين والمعنيين بحقوق الإنسان في العالم لإنقاذ الصحفيين المختطفين في اليمن".
واعتبر مراقبون اتفاق التبادل الذي أعلنه غريفيث، الأحد، بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي والذي شمل الإفراج عن 1081 من الطرفين، مجحفاً وفيه تغليب للأسرى العسكريين على المدنيين الأبرياء.
التعليقات