الخبر من عمق المحيط

كيف تساهم المهرجانات المدعومة من الإمارات في طمس موروث سقطرى الثقافي؟

كيف تساهم المهرجانات المدعومة من الإمارات في طمس موروث سقطرى الثقافي؟

[ كيف تساهم المهرجانات المدعومة من الإمارات في طمس موروث سقطرى الثقافي؟ ]

سقطرى بوست -  متابعات خاصة السبت, 22 أغسطس, 2020 - 05:00 مساءً

شكا خبراء في التراث السقطري من انتهاكات تقوم بها جمعية الهلال الأحمر الإماراتي بحق الموروث الثقافي للأرخبيل في مهرجانات تنظمها الجمعية بالمحافظة.

وقال الخبراء والمهتمون بالتراث السقطري في تصريحات، إن جمعية الهلال الأحمر الإماراتي المتواجدة في سقطرى منذُ أكثر من ثلاث سنوات تنفذ مسابقات شعرية وعروضاً ومهرجانات ثقافية تمتد لأكثر من أسبوع في كل موسم تسيء فيها لسقطرى وتراثها العريق.

وأوضح أحد الخبراء، فضّل عدم ذكر اسمه خوفا من الملاحقة، إن آخر تلك المهرجانات أقيم في منطقة نوجد (ستوره) الساحلية، جنوب سقطرى، الأسبوع الماضي تحت عنوان (مهرجان الموروث الثقافي السقطري).

ولفت المصدر إلى أن جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ارتكتب خلال الثلاثة المواسم السابقة انتهاكات خطيرة بحق الموروث الثقافي السقطري، واتضح ذلك جلياً خلال المهرجان الأخير المقام في نوجد.

وبيّن أنها تتعمد دمج وإدخال موروث غير سقطري وخلطه بالموروث الثقافي لسقطرى، حتى أصبح الكثير من المواطنين لا يستطيعون التفريق بين التراث الدخيل والأصيل.

وأضاف: “تم ادخال سباق الهجن، مزاينة الإبل، وزن التمور، مزاينة الغنم، القفز على الجمال، مسابقة أفضل طبخة وغيرها من العادات التي لا تمت لموروث الأرخبيل بصلة”.

استياء لدى الكبار

وذهب مصدر آخر إلى أن المسابقات وغيرها من العادات الدخيلة آثارت استياء واسعاً في أوساط شيوخ الأرخبيل وكبارها.

وحذّر من خطورة ما أسماه الغزو الذي يسعى إلى ضياع التراث الثقافي للأرخبيل، خاصة لدى الأجيال الناشئة حتى لا يستطيعون التفريق بين تراث الأجداد وماهو دخيل على أرضهم وتاريخهم الثقافي.

وأشار أن المهرجانات المدعومة من الإمارات تتعمد ترك العديد من الموروثات الثقافية الخاصة بسقطرى في فعالياتها لطمس الهوية السقطرية.

وبحسب المصدر توجد العديد من الألعاب السقطرية وبمسميات خالصة مثل (مصراره، مقلمه، منفيجه، مجمحه، طبانات، ديره،)  مؤكداً أن تلك الألعاب يتم إغفالها في المهرجانات التي تقيمها الجمعية الإماراتية.

وأوضح أن تلك الألعاب فيها الكثير من الحماس والمنافسة والمرح الذي يمكن من خلاله أن الجمع بين الموروث السقطري الأصيل، وإحيائه ونفض الغبار عنه، وبين إبراز جانب التنافس الحماسي عند اللاعب والمشاهد معاً.

استهداف للأجيال الصاعدة

ويفيد مصدر ثالث وهو باحث في التراث السقطري أن هناك حرفاً سقطرية تراثية يمكن إقامة المسابقات حولها، كأن تتسابق النساء على صناعة أفضل قدر  من الفخار، وأفضل إناء يصنع من الفخار أيضاً، وأكبر سجاد يصنع من سعف النخيل أو من الصوف، وأسرع امرأة تنجز شيئاً من تلك الحرف والمهن، وأفضل رجل يصنع أدوات الصيد، وغيرها الكثير.

واعتبر المصدر حضور تلك المهن والحرف في المهرجانات التي تزعم الجمعية الإماراتية أنها تدعم الموروث السقطري مهم للغاية ومفيد للأجيال الصاعدة التي لاتعرف الكثير عن موروثات أجدادها.

وأضاف: من الأشياء المتعمدة في مهرجانات الهلال الأحمر الإماراتي عمل مسابقة لنوع واحد من الشعر السقطري فقط، وهو الشعر المسمى (تنوتر)، فيتبادر للذهن أنه لا يوجد في سقطرى شعر يمكن الاهتمام به غير هذا النوع فقط، بينما للشعر السقطري أنواع لا تقل أهمية عن (تنوتر)، ومنها على سبيل المثال (هدانه، تموتل)، فلكل نوع منهما شعراؤه الذين يستحقون الدعم والمشاركة، ولهما جمهورهما الخاص بهما.

مهرجانات بلا تنسيق رسمي

وحول الأسباب التي أدت إلى هذا التخبط يقول مصدر مسؤول في مكتب الثقافة بالمحافظة إن الهلال الأحمر الإماراتي تنفذ المهرجانات بدون التنسيق مع الجهات المختصة أو الرجوع إليها.

وأفاد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لمخاوف أمنية، أن المهرجانات تستبعد إشراك المختصين والمهتمين بالموروث الثقافي للأرخبيل الذين يعرفون التراث السقطرى وغيره من الموروثات الدخيلة.

وأكد أن القائمين على المهرجان هم ضباط وعاملون في الهلال الأحمر الإماراتي، ويحملون جنسيات إماراتية، ولا علاقة لهم بسقطرى، ولا يجيدون لغتها، ناهيك عن إجادة الموروث.

وأشار إلى أن الخطط والبرامج تأتي جاهزة من الإمارات، ثم يتم تطبيقها عبر مجموعة من أبناء سقطرى، الذين لا يستطيعون التعديل في تلك الخطط، والبعض الآخر لا يعرف ما الفرق بين الصحيح والدخيل.


مشاركة

التعليقات