الخبر من عمق المحيط

"زربادي" واحتساء جماعي لـ "الشوربة".. الطقوس يستقبل بها الحضارم السنة الهجرية الجديدة"صور"

"زربادي" واحتساء جماعي لـ "الشوربة".. الطقوس يستقبل بها الحضارم السنة الهجرية الجديدة"صور"

[ احتفالات حضرموت ]

سقطرى بوست -  متابعات السبت, 22 أغسطس, 2020 - 02:05 مساءً

ابتداءً من عصر الليلة الأولى من شهر محرم، تبدأ في مدينتي سيئون وتريم حضرموت (شرقي اليمن) فعاليات شعبية احتفاءاً بقدوم السنة الهجرية الجديدة، كتقليد متوارث بجهود ذاتية من شخصيات اجتماعية.

تبدأ هذه الفعالية بتجمع عدد من أبناء منطقة "النويدرة" بتريم للقيام بتقطيع مكونات طبخة الشوربة الشعبية التي تميز هذه الاحتفالية، وتتكون من "القمح المجروش واللحم والمحشي الذي يتم إعداده عبر وضع لحم مضاف له بهارات خاصة وخل في أمعاء أغنام بعد تجفيفها".

يعد "المحشي" إحدى الأكلات الشعبية القديمة، ويتميز بلحمه المجفف، والمحفوظ منذ أيام عيد الأضحى حيث يعد خلال أيام التشريق ويترك معلقاً حتى يحين موعد أكله، وهي طريقة كانت تستخدم قديماً لحفظ اللحم الزائد نظراً لعدم وجود وسائل التبريد الحديثة.

وخلال يوم الفعالية يجوب الأطفال شوارع وأزقة مدينة سيئون حاملين المباخر التي يعطرون بها أرجاء المدينة، ويتلقون الهدايا التي يمنحها لهم أصحاب المحلات التجارية بمناسبة قدوم السنة الهجرية الجديدة.
ألعاب وأكلات شعبية

الفعالية التي تستمر إلى وقت العِشاء، يحضرها الناس من كل الأعمار لا سيما كبار السن الذين يخرجون مع أحفادهم الى ساحة الفعالية وتقام فيها ألعاب شعبية ورقصات كـ"الزربادي" و"البني مقراه" وكذا وصلات غنائية ابتهاجاً بالسنة الهجرية الجديدة، في حين يُدخل كوميديون بهجة على الأطفال الذين يحضرون مرددين أهازيج ترحيبية بالسنة الجديدة.

وفي ساحة الفعالية، توقد النار تحت قِدر كبير تطبخ فيه أكلة "الشُّوربة" بتعاون أبناء المنطقة، حيث يحضر الكثير منهم القمح والبعض الآخر الحطب ويتكفل آخرون باللحم المحشي، لتختتم الفعالية بتناول وجبة الشربة بعد نضوجها.
إضفاء روح التعاون

يقول القائمون على الفعالية إنهم يحرصون على إقامة الفعالية بجهودهم الشخصية حرصا على إضفاء روح التعاون والتقارب بين أبناء المنطقة.

ويؤكد سعيد بن عبيدون أحد القائمين على الفعالية أن الحرص أيضاً على إحياء تراث الأجداد وابتهاجهم بقدوم السنة الهجرية الجديدة، التي "كانت تصادف ازدهار موسم الزراعة قديما".

وأضاف أن الأهالي يبدون استعداهم للمشاركة في أي مهمة لإنجاح الفعالية ما يعزز الروابط الاجتماعية التي تأثرت سلبا بسبب الظروف السياسية في البلاد التي أحدثت شرخا في علاقاتهم.
إحياء تراث وتفاؤل

المهتم بالتراث إبراهيم الخطيب يقول إن هذه الفعاليات تأتي تفاؤلا بالسنة الهجرية الجديدة كتقليد متوارث، أثرت التقنية الحديثة والتطور التكنولوجي على الكثير من هذا التراث.

وأضاف أن فئات المجتمع تبتهج باستقبال السنة حيث يخرج الرجال لممارسة ألعاب شعبية في حين يجوب الأطفال الشوارع مرددين أهازيج متعددة.

وتابع: النساء أيضا يحتفلن في البيوت أثناء طبخ العشاء في هذه الليلة المميزة بأكلة المحشي مع الخبز "البرير" ويقْرَعن الطبول ويرددن الأهازيج.


- صور :
"زربادي" واحتساء جماعي لـ "الشوربة".. الطقوس يستقبل بها الحضارم السنة الهجرية الجديدة"صور" "زربادي" واحتساء جماعي لـ "الشوربة".. الطقوس يستقبل بها الحضارم السنة الهجرية الجديدة"صور"

مشاركة

التعليقات