[ ميدل إيست مونيتور : الإمارات تعمل ضد تركيا.. لكن إلى متى؟ ]
نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" مقالا، بعنوان "الإمارات تعمل ضد تركيا"، وتحدث فيه عن الصراع بين أبوظبي وأنقرة، في ظل الخلافات الإقليمية المتزايدة.
وقالت الكاتبة أميرة أبو الفتوح في المقال إن "الإمارات رأس الحربة ضد الدول العربية التي طالبت بالحرية والعدالة والمساواة"، مضيفة أنها "تقوم بمهمة زعزعة استقرار المنطقة ومحاربة الإسلام بجميع أنحاء العالم، وتعمل ضد ثورات الربيع العربي".
وأشارت إلى أنه رغم صغر حجم الإمارات، "إلا أن لديها قائدا لا حدود لطموحه، وهو ولي العهد محمد بن زايد، الذي من دونه لا يمكن لأحد أن يؤدي دوره. لقد حيد أخاه خليفة بن زايد وتولى زمام الأمور بمباركة الولايات المتحدة".
وتابعت: "مثل هؤلاء الأفراد على استعداد للتضحية بكل شيء لتحقيق أهدافهم، والتي عادة ما تكون كارثية بالنسبة للبقية. كان الأحدث في سلسلة الأشخاص الذين تم وضعهم كأعداء للدول العربية والإسلامية لتوجيه ضربات من الداخل".
تزوير التاريخ
وأردفت: "بالنسبة لابن زايد فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو عدو ويجب محاربته بكل القوة والمال والإعلام الذي يتصرف به. الإعلام هو السلاح الأقوى في العصر الحديث، والإمارات لديها عشرات الشبكات الفضائية والصحف والمجلات والمواقع الإخبارية ومراكز الأبحاث".
واستكملت: "لقد جندوا العشرات من المثقفين والإعلاميين العرب الذين باعوا أرواحهم لأجل الأموال حتى يدمروا أردوغان في عيون وعقول الشعب العربي، وتصويره على أنه إرهابي يريد احتلال أرضهم ونهب ثرواتها، وتوسيمه بوصف "مستعمر عثماني جديد".
ولفتت إلى أنهم "بذلك زوروا التاريخ وصوروا الحقبة العثمانية التي امتدت ستة قرون على أنها غزو واحتلال وليست فتوحات للدولة الإسلامية. والهدف من ذلك صرف الانتباه عن العدو الأكبر للعالم العربي "إسرائيل" وتوجيهه نحو تركيا المتمثلة بأردوغان. والترويج للرواية التي ترعاها الإمارات: "إسرائيل ليست العدو"، "إسرائيل هي الصديق، ولنا مصالح مشتركه معها ونحارب الإرهاب سوية". أما تركيا فهي النقيض تماماً يصورونها على أنها العدو الذي يرعى ويمول الإرهاب.
وتابعت: "لا شك أن هذا يرضي الولايات المتحدة والغرب القلقين من صعود تركيا سياسيا واقتصاديا
وعسكرياً في ظل حكم أردوغان وحزبه. لقد ابتعد هؤلاء "الإسلاميون" عن النهج الغربي المعتمد ولديهم سياساتهم واستراتيجياتهم الخاصة بالمصالح التركية فقط وليس المصالح الغربية".
أموال إماراتية
وقالت: "إسرائيل سعيدة جدا بهذا. قال بنيامين نتنياهو: إنهم (العرب) لم يعودوا يرون إسرائيل عدواً لهم، ولكن كحليف لا غنى عنه في مواجهة العدوان الإيراني. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنهم يعتبرون إسرائيل حليفاً حيوياً في الحرب ضد الإرهاب الذي يقوده داعش أو بقيادة إيران".
وأضافت: "على الرغم من أن إسرائيل لم تعد مضطرة لإعطاء أي وزن للعرب الذين انزلقوا إلى مخبئها بحثاً عن الحماية وتطبيع العلاقات، إلا أنها لا تزال تخشى تركيا، بالرغم من علاقاتها الدبلوماسية الحالية باعتبارها إرثا لمصطفى كمال أتاتورك والعلاقات الاقتصادية في السنوات الأخيرة. إن إسرائيل وأصدقاؤها في الغرب لا يريدون أن تسيطر تركيا على سيادتها وتكون عملية صنع القرار داخلية بحتة طالما ظلت القوات المسلحة التركية تشكل تهديداً كبيراً. وقال مدير الموساد يوسي كوهين لعدد من الدبلوماسيين المصريين والسعوديين والإماراتيين العام الماضي إن القوة الإيرانية هشة، والتهديد الحقيقي يكمن في تركيا".
وقالت: "ومن هنا اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاؤها في الإمارات على ضرورة إبعاد أردوغان عن المشهد، حتى تتمكن تركيا من العودة لبيت الطاعة مثل باقي الدول العربية".
ولفتت إلى أن "الإمارات أنفقت عشرات المليارات من الدولارات لشراء الناس على أمل إسقاط أردوغان عبر صناديق الاقتراع لكنها فشلت. ثم تحولت إلى وسائل غير ديمقراطية ومولت محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 من قبل حركة غولن. كما قامت القنوات الفضائية الإماراتية التي تبث من دبي ومصر بالتلميح إلى الانقلاب قبل ساعات من وقوعه وادعت أن أردوغان قد فر بالطائرة إلى ألمانيا. كما أنهم أذاعوا أخباراً كاذبة عن سيطرة الجيش على الحكومة وأصدرت الصحف في اليوم التالي عناوين كاذبة. لن تنسى أنقرة موقف أبوظبي وأمريكا السلبي من الانقلاب الفاشل".
وتابع المقال: "بعدها حاولت الإمارات زعزعة استقرار تركيا وتعريض أمنها القومي للخطر من خلال لعب الورقة الكردية، فقامت بتمويل قوات قسد التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية -وهي ذراع حزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي يريد الانفصال عن تركيا وإقامة دولة كردية مستقلة".
وقال: "تشير التسريبات الأخيرة إلى أن الإمارات دفعت 250 مليون دولار لرشوة نظام القاتل بشار الأسد لخرق وقف إطلاق النار في إدلب - الذي تم ترتيبه من قبل الروس مع الأتراك - من أجل صرف انتباه تركيا عن جبهتها الأخيرة في ليبيا. قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً كانت قد حققت انتصارات سريعة بدعم من تركيا، وقلبت الموازين على الأرض وغيرت المعادلة سياسياً ضد المشير خليفة حفتر ومرتزقته الممولين من الإمارات".
وقال: "لم ينته دور أبو ظبي عند هذا الحد، فهي تسعى لإشراك مصر في ليبيا (مثلما تتشارك السعودية في اليمن) من أجل أن تواجه القوات المسلحة المصرية والتركية بعضها البعض على الأراضي الليبية. ولكن من المستفيد من هذه المعركة التي تحرض عليها الإمارات؟ إنها تريد إضعاف أقوى جيشين في المنطقة ودفعهما إلى حرب يخرج فيها الفائز أضعف ومهزوما. أكاد أجزم أن القاهرة وأنقرة أذكى من أن يقعا في هذا الفخ الخبيث".
وختم بقوله: "ربما يكون هذا هو ما دفع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مؤخراً إلى تهديد الإمارات بمحاسبتها على أفعالها في الزمان والمكان المناسبين. لقد نفد صبر تركيا، وبعثت برسالة واضحة إلى الإمارات وداعميها بأنها ستتعامل معها بقوة وباللغة التي تفهمها. ما الشكل الذي ستتخذه تركيا؟ وهل ستكون هذه تصفية حسابات على أرض عربية يدفع فيها العرب الثمن بدمائهم أم إنها ستكون في دولة الإمارات فقط؟ وقد أحاطتها تركيا باتفاقات عسكرية مع كل من الكويت وعمان وقطر. أعتقد أننا سنكتشف ذلك قريبا".
التعليقات