الخبر من عمق المحيط

الهجمات في البحر الأحمر تعطل تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية

الهجمات في البحر الأحمر تعطل تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية
سقطرى بوست -  وكالات الخميس, 16 مايو, 2024 - 08:37 مساءً

لم تعبر أي ناقلة غاز طبيعي مسال مضيق باب المندب، الذي يفصل بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، منذ أربعة أشهر، مما يبرز التأثير الكبير للهجمات العنيفة في المنطقة على تجارة الطاقة العالمية، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.

 

وكانت عشرات الناقلات تعبر هذا المضيق شهرياً قبل تصاعد الصراع بين إسرائيل وغزة، لكن الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن أدت إلى توقف هذا المرور تقريباً منذ منتصف يناير الماضي.

 

تغيير مسارات السفن

 

أجبرت الهجمات السفن على تغيير مسارها والدوران حول أفريقيا لنقل الوقود بين حوضي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مما أجبر المشترين على التعامل مع مجموعة محدودة من الموردين أو دفع تكاليف شحن أعلى. ونتيجة لذلك، أصبحت السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال تعاني من تفتت متزايد.

 

قال باتريك دوغاس، رئيس تجارة الغاز الطبيعي المسال في شركة “توتال إنرجيز”، خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، تتشتت مسارات نقل البضائع في الحوضين، ونقل البضائع من حوض إلى آخر يزداد صعوبة من الناحية الاقتصادية”. 

 

تحديات الشحن

 

يضطر التجار لإرسال الشحنات إلى مواقع أقرب لمكان إنتاجها لتوفير تكاليف النقل، ويتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه عندما يرتفع الطلب على الوقود قبل الشتاء المقبل، وهي الفترة التي تصعد فيها تكاليف الشحن عادة.

 

تبديل وجهات الشحن

 

من بين الحلول المطروحة لهذه الأزمة تبديل وجهات الشحنات، مثل توجيه شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى أوروبا، مع إيجاد إمدادات مماثلة في آسيا للوفاء بالالتزامات التعاقدية مع المشترين هناك. 

 

وفي الربع الأول من عام 2024، وصلت شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية إلى آسيا إلى أعلى مستوى منذ عام 2017، فيما شحنت روسيا مزيداً من الوقود فائق التبريد إلى أوروبا، وفق بيانات تتبع السفن التي ترصدها بلومبرغ.

 

تراجع حصة البحر الأحمر وقناة السويس

 

كان البحر الأحمر وقناة السويس يستحوذان في السابق على نحو 10% من التجارة العالمية المنقولة بحراً، ويوفران أقصر طريق لقطر إلى أوروبا. 

 

ولكن تزايدت التحديات أمام السفن بسبب المسافات الأطول التي يجب قطعها الآن، مما قلل من عدد الناقلات المتاحة، وزاد الطلب العالمي على شحن المنتجات النفطية والغاز بنسبة 4%، وفقاً لشركة “كلاركسون ريسيرش سيرفسيز”.

 

عراقيل إضافية في قناة بنما

 

على بعد آلاف الأميال، تراجعت أيضاً معدلات العبور في قناة بنما بعدما أدى الجفاف غير المسبوق إلى عرقلة حركة العبور هناك، مما أغلق مساراً آخر أقصر لنقل شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى آسيا.

 

تكاليف استئجار الناقلات

 

على الرغم من التحديات، ظلت تكاليف استئجار الناقلات اليومية مرنة، بل وانخفضت منذ تصاعد الاضطرابات في البحر الأحمر في يناير الماضي. 

 

ويعود ذلك إلى توافر إمدادات كبيرة في أسواق مثل أوروبا، التي شهدت شتاءً معتدلاً واستهلاكاً صناعياً ضعيفاً للوقود.ومع ذلك، نبه بير كريستيان ويلوك فيت، المدير والرئيس العالمي لقسم الغاز الطبيعي المسال في شركة “فيرناليز” لسمسرة السفن، إلى أن تلك الفترة تشهد عادة أكبر قدر من الخصومات والعروض في سوق الغاز الطبيعي المسال، مع انخفاض الطلب على الغاز والسفن.تداعيات بيئيةتجنب السفن للبحر الأحمر لا يؤثر فقط على تكاليف الشحن والتجارة العالمية، بل يزيد أيضاً من الانبعاثات بملايين الأطنان، مما يزيد من العبء البيئي على مستوى العالم.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات