تتصاعد تحذيرات المنظمات الدولية يومًا بعد آخر من استمرار الألغام والمتفجرات في اليمن في حصد أرواح الأبرياء بأعداد مخيفة، وفي مقدمة هؤلاء الضحايا الأطفال والنساء.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة، ومقرها لندن، أمس الاثنين، إن ضحايا الألغام والمتفجرات في اليمن من الأطفال منذ بدء العام ارتفع إلى 28 طفلا. وأفادت في بيان موجز على منصة إكس، بمقتل طفل في مأرب وإصابة أربعة آخرين في الحديدة والضالع الأسبوع الماضي بسبب ذخائر متفجرة؛ “وهو ما ارتفع معه عدد الأطفال من ضحايا الألغام والمتفجرات في اليمن منذ بدء العام إلى 28 طفلا”.
وطالبت “بمعالجة هذه الأزمة الملحة، فالأطفال يستحقون مستقبلًا أكثر أمانًا”.
وكانت منظمة دولية متخصصة في جهود نزع الألغام والمتفجرات أكدت مستهل الأسبوع أن مكافحة الألغام والمتفجرات في اليمن يجب أن تلعب دورًا أساسيًا في عملية السلام حتى تكون جهود بناء السلام ناجحة، في إشارة إلى أهمية تطهير الطرقات والحقول من الألغام والمتفجرات قبل فتحها وفق اتفاق هدنة.
وقال بيان لمنظمة هالو: “هناك حاجة إلى إزالة الألغام الأرضية والمتفجرات على الطرق الرئيسية على طول الخطوط الأمامية المقترح إعادة فتحها بموجب هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة”.
وأكدت أنه خلال وقف إطلاق النار لعام 2022، كانت هناك زيادة بنسبة 160٪ في حوادث الذخائر غير المنفجرة وحوادث الألغام. ودعت إلى تجديد التركيز على التنمية الإنسانية وجهود السلام في اليمن.
وقالت إن السكان المحليين في اليمن مازالوا يعانون من أسوأ الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة.
وقال مات سميث، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في المنظمة، إن الرجال والنساء والأطفال في اليمن يعيشون يوميًا في حاجة إنسانية شديدة في ظل المخاطر التي تشكلها الأسلحة غير المتفجرة بالقرب من منازلهم.
ويضيف: “في العديد من الأماكن، يتم العثور على متفجرات، بما في ذلك الألغام والصواريخ وقذائف الهاون والقذائف المضادة للطائرات والعبوات الناسفة بين المنازل والعيادات والمدارس وغيرها من المرافق. ويشكل ذلك تهديداً يومياً للمدنيين اليمنيين، وخاصة الأطفال. ”
ويتابع: “يُصاب العديد من الأطفال أثناء لعبهم، أو عند جمع الخردة المعدنية لبيعها والمساعدة في إطعام أسرهم”.
وقالت المنظمة إنها منذ عام 2019 تقوم بإزالة الألغام والمتفجرات الأخرى في الخطوط الامامية في تعز، وهي مدينة مقسمة على خطوط القتال بين شمال وجنوب البلاد على مدى السنوات التسع الماضية.
وأشارت إلى أنها استجابت لأكثر من 100 نداء لإزالة أو تدمير العديد من العناصر الخطرة، وقامت بتطهير حقول الألغام بفرق مدربة وآلات مدرعة مما أعاد الأراضي الآمنة إلى المجتمعات التي تعاني من انتظام الحوادث المميتة أو المتغيرة.
وقال بيان المنظمة إن فرقها عملت على إزالة الألغام وتأمين مليوني متر مربع من الأراضي في تعز وعدن أي ما يعادل حوالي 280 ملعب كرة قدم حتى يتمكن الناس من الذهاب للعلم والأسواق بأمانة. خلال وقف إطلاق النار لعام 2022، كانت هناك زيادة بنسبة 160٪ في حوادث الذخائر غير المنفجرة وحوادث الألغام عندما حاول الناس العودة إلى منازلهم في تعز، مما يوضح أن أنشطة مكافحة الألغام يجب أن تلعب دورًا أساسيًا في عملية السلام حتى تكون جهود بناء السلام ناجحة.
ويضيف سميث: “سوف يتم أيضًا إعاقة التعافي وإعادة الإعمار في المناطق الحضرية إذا لم تتم معالجة كمية الذخائر المتفجرة الموجودة في المناطق الحضرية في جميع أنحاء اليمن”.
وتمثل الألغام والمتفجرات واحدة من الكوارث الناجمة عن الحرب الراهنة في اليمن، إذ يتبادل طرفا الصراع الاتهامات بشأن المسؤولية عنها.
وتحصد الألغام والمتفجرات بشكل شبه يومي ضحايا من المدنيين في مناطق متفرقة في البلاد.
وأعلن المرصد اليمني للألغام (غير حكومي) مستهل أبريل/ نيسان مقتل 41 شخصًا وإصابة 64 بجروح جراء انفجار ألغام وذخائر غير منفجرة في ثمان محافظات يمنية منذ مطلع العام الجاري.
وفي اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام (4 أبريل/ نيسان) قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في محافظة الحديدة اللواء مايكل بيري في بيان صحافي إنه “في كل شهر يكون هناك ما بين ستة إلى سبعة حوادث تُسبب إصابات مختلفة، إصابات مغيرة للحياة ومؤسفة للغاية للفئات الأكثر تعرضاً من النساء والأطفال”.
ووفق تقارير تحل اليمن وميانمار في المركزيين الثالث والرابع في التصنيف الدولي لأكبر عدد من ضحايا الألغام تباعا بتسجيل 584 و545 ضحية، فيما حلت أولا سوريا بتسجيلها 834 ضحية، وجاءت أوكرانيا ثانيا بتسجيل 608 ضحايا.
ووقّعت عام 1997 أكثر من 164 دولة عضواً في الأمم المتحدة على اتفاقية حظر استعمال الألغام والاتجار بها، والتي تُلزم الموقعين عليها (بموجب المادة 5 من الاتفاقية) بتدمير مخزونهم من هذه الأسلحة، وتحديد وتحييد مناطق انتشار الألغام في أراضيهم.
من أبرز المشاكل التي تواجه جهود نزع الألغام والمتفجرات في اليمن جراء الحرب الراهنة أن الأطراف لا توفر، بناء على انكارها المسؤولية عنها، خرائط تحدد مواقع الألغام والمتفجرات؛ وهو ما يزيد من تعقيد مهام جهود نزعها.
القدس العربي
التعليقات