أبدى هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن القلق من "التباعد المتزايد والواضح بين أطراف الصراع" في البلاد بدلا من تضييق الخلاف وبناء الثقة.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، قال غروندبيرغ إن شهر رمضان وعيد الفطر هذا العام لم يعززا الأمل كما كان الحال في العامين الماضيين، حيث ظلت الطرق مغلقة وظل المعتقلون الذين كانوا يتطلعون لإمضاء العيد مع ذويهم رهن الاعتقال.
وأشار إلى أن الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها الأطراف تهدد بمزيد من التشعب في النظام الاقتصادي، بما في ذلك تفكك العملة المتداولة في المناطق التي تسيطر عليها أنصار الله، المعروفة أيضا بالحوثيين.
وعلى الجبهة العسكرية، قال المبعوث الخاص إن الوضع لا يزال تحت السيطرة مقارنة بالوضع قبل الاتفاق على هدنة وطنية في نيسان /أبريل 2022، لكنه أشار إلى أن الآونة الأخيرة شهدت تصعيدا للأعمال العدائية على عدة جبهات، لا سيما في الضالع ولحج.
وأضاف: "ما يحتاجه اليمنيون في نهاية المطاف هو وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية شاملة تشارك فيها بشكل هادف مجموعة واسعة من الأصوات، بما في ذلك النساء والشباب والمجتمع المدني والفئات المهمشة".
السلام في "غرفة الانتظار"
ومع مرور أكثر من ستة أشهر على التصعيد المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن، حذر السيد غروندبرغ من تداعيات عدم وقف إطلاق النار في غزة وعدم الوقف الكامل للهجمات من قبل الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية ومن قبل الولايات والمتحدة والمملكة المتحدة على أهداف عسكرية في مناطق نفوذ الجماعة.
وقال: "إن التطورات الأخيرة المتعلقة بإيران وإسرائيل تؤكد مدى إلحاح هذا الأمر. ويتعين على المنطقة، بدعم من المجتمع الدولي، أن تسعى إلى إيجاد سبل للتعايش على أساس بناء الثقة المتزايد والأمن المتبادل والخروج عن عقلية المحصلة الصفرية المتمثلة في تحقيق النصر على حساب الآخرين".
وشدد المبعوث الخاص على ضرورة عدم جعل حل الصراع في اليمن مشروطا بحل القضايا الأخرى، وأوضح قائلا: "لا يمكننا المخاطرة بأن تصبح فرصة اليمن في السلام خسارة ثانوية. لقد عانى الشعب اليمني لفترة طويلة جداً بالفعل، بما في ذلك السبعة عشر مليوناً الذين ما زالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل بقائهم".
وقال السيد غروندبرغ إن إهمال العملية السياسية في اليمن و"تركها في غرفة الانتظار" يمكن أن تكون له عواقب كارثية، ليس فقط على البلاد، ولكن على المنطقة ككل. وقال إن جهوده لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ستستمر. وأضاف أن زياراته الأخيرة إلى واشنطن والرياض ومسقط وموسكو تمحورت حول ضرورة خفض التصعيد في البحر الأحمر والتركيز على الأهداف طويلة المدى لليمن، وأن هذه الأهداف لقيت دعما كبيرا.
التعليقات