كشف مسؤول دفاعي أمريكي عن تعزيز واشنطن دفاعاتها الصاروخية في جزيرة سقطرى بهدف اعتراض صواريخ طويلة المدى قد يطلقها الحوثيون لضرب قواعد أميركية في المنطقة.

ونقلت قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية، عن المسؤول أن هذه الإجراءات لاعتراض صواريخ طويلة المدى قد يطلقها الحوثيون.

وأشار إلى ان هذه التدابير في سقطرى تحسبا لضرب الحوثيين قواعد أميركية بالمنطقة، لافتا إلى أن السعودية وضعت بعض الإجراءات التي تحدّ من استخدام القوات الأميركية أراضيها وأجواءَها لضرب الحوثيين

وأضاف أن الرياض سمحت للطائرات المقاتلة الأميركية بالتزوّد بالوقود فقط في مطارات القواعد العسكرية في المملكة، موضحا أن الأنظمة الدفاعية الصاروخية الأميركية الموجودة في السعودية ممنوع على الأميركيين استخدامها ضد الحوثيين.

ومنذ 2018 تتواجد قوات سعودية في سقطرى، كما أنشأت الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري التابعة لسقطرى التي تخضع حاليا لسيطرة قوات المجلس الانتقالي الممولة من أبوظبي.

ونهاية فبراير الماضي، كشفت منصة "إيكاد" للتحقيق عن تحديثات عسكرية متسارعة قامت بها دولة الإمارات في جزيرة "عبد الكوري"، ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل سقطرى، مشيرة إلى أن هناك "أهداف تجارية تُخفي معها مكاسب عسكرية تخدم أطرافًا إقليمية".

وقالت "إيكاد" وهي منصة تدقيق عربيةط، إن بداية الكشف عن هذه التحديثات العسكرية كانت مطلع يناير الماضي عند "رصد سفينة تُدعى (Takreem - تكريم) تحمل العلم الإماراتي، راسية على شواطئ جزيرة عبد الكوري (سبق للمنصة أن كشفت عن قاعدة الإماراتية بها قبل عامَين).

وبتتبع مسار السفينة وجدت إيكاد أنها قامت برحلة متشابكة قبل وصولها إلى "عبدالكوري"، فقد انطلقت من "ميناء زايد" في أبو ظبي يوم 21 ديسمبر 2023، ووصلت جزيرة سقطرى اليمنية في 29 ديسمبر 2023، لتمكث بها حتى يوم 7 يناير 2024. وفي اليوم التالي اتجهت غربًا نحو جزيرة "عبدالكوري" ورست فيها حتى 11 يناير، وفي 13 يناير عادت لجزيرة سقطرى وخرجت منها يوم 18 يناير، ثم واصلت مسيرها نحو الإمارات.

وأشارت الى أن "السفينة (تكريم) من نوع سفن الإنزال البحرية تُستخدم لنقل الجنود والمعدات والمركبات.

وذكرت أن لهذه السفينة سجل مثير للتساؤلات ورحلات مشبوهة، فقد سبق أن شاركت في "بناء المدرج العسكري" في جزيرة عبد الكوري وكذلك في عمليات التطوير وبناء المدرج، في ميناء المخا في أكتوبر 2021".

وذكرت "إيكاد" أن فريقها تمكن من الحصول على صور أقمار صناعية حديثة وشديدة الوضوح التقطتها "Maxar" للجزيرة يوم 5 يناير 2024، كشفت "وجود سفينة مجهولة بخلاف "تكريم" في محيط الجزيرة محمّلة بشاحنات وإمدادات نرجّح أنها لتسريع البناء في الجزيرة وقاعدتها".

وأردفت إيكاد: بتتبع هذه السفينة، وعبر تحليل أبعادها وجدنا أن طولها 127 مترًا تقريبًا، وعرضها 21 مترًا تقريبًا.

وظهرت محمّلة بشاحنات وإمدادات نرجّح أنها لتسريع عملية البناء في جزيرة "عبدالكوري" والقاعدة التي تتضمنها بعد أحداث 7 أكتوبر.

وبتتبع عملية إفراغ الشحنات من السفينة، وجدت إيكاد أنها كانت عملية معقدة تتم على مرحلتين الأولى: عبر سفينة صغيرة الحجم متعددة المهام تنقل الحمولة من السفينة الكبيرة وتقربها من الشواطئ.

فيما المرحلة الثانية، من خلال قوارب يدوية تأخذ الحمولات من السفينة الصغيرة وتنقلها إلى داخل الجزيرة.

ولم تكن السفينة المجهولة ونشاطها في الجزيرة الشيء الوحيد الذي كشفته لإيكاد صور الأقمار الصناعية في الجزيرة ومحيطها، بل هناك أمور وتطورات أخرى ظهرت متسارعة.

وتمثلت أبرز التطورات، في ظهور لسان بحري جديد جنوب الجزيرة، طوله نحو 120 مترًا، اتضح أن عملية بنائه تزامنت مع أحداث (طوفان الأقصى)، وفي ذات الوقت تم إزالة اللسانين القديمين الموجودين شمال الجزيرة".

وأكدت إيكاد رصد "تطورات جديدة في الجزيرة منها زيادة طول المدرج الرئيسي للقاعدة بنحو 120 مترًا، ليصبح طوله 3 كم، أي أنه بات قادرًا على استيعاب طائرات الشحن العسكري الأمريكية الأكبر من طراز "C-5M Super Galaxy" وقاذفات "B-1" الأمريكية الإستراتيجية"، لافتة الى "ظهور 4 أبنية جديدة في مصف هذا المدرج، ومهبط مروحيات جديد شمال مدرج القاعدة".

وأضافت أنه "استمر التطوير وشمل ظهور مساكن وأبنية جديدة حول القاعدة، نرجح أنها ربما تستخدم جزئيًا كمساكن للعمال القائمين على بناء القاعدة وتطويرها، وكذلك كمساكن مخصصة لسكان الجزيرة الأصليين، الذين قالت مصادر يمنية إن الإمارات حاولت تقديم عروض ثمينة لهم لترك الجزيرة".

ووفق إيكاد: فإن هذه "التطورات تزامنت مع تطويرات في قواعد إماراتية أخرى بالمنطقة"، مضيفة أنها قد تكون "لتسريع عملية الطوق الأمني لصد هجمات الحوثيين وردع التصعيدات الإيرانية المحتملة".

ووفق منصة "إيكاد"، فإنه من المحتمل أن تكون هذه التطورات جزءًا من تكامل عسكري استخباراتي، يشمل القواعد الإماراتية والغربية المطلة على خليج عدن وباب المندب، مثل قاعدة الريان وميون والمخا".

ولاحظت منصة إيكاد أن الجزيرة كانت تحتوى على لسانَين بحريين آخرين، أحدهما شمال شرق الجزيرة قرب القاعدة أُنشئ في أبريل 2023، والآخر شمال وسط الجزيرة أُنشئ في مايو 2023.

لكن كلا اللسانَين أُزيلا في أكتوبر 2023، تزامنًا مع حرب غزة، في الوقت ذاته الذي تم فيه إنشاء اللسان البحري الجديد.

ومن خلال تحليل موقع اللسانَين القديمين واللسان الجديد في الجنوب وربطه بالأحداث في خليج عدن وبحر العرب، نرجّح أن يكون خلف البناء هدفان، الأول: لتجنب أي استهدافات حوثية متوقعة قادمة من شمال الجزيرة، ربما كانت ستستهدف اللسانَين الشماليين أو السفن الراسية بهما. كذلك، فإن المرتفعات الجغرافية المحيطة بشاطئ الجزيرة الجنوبي، حيث اللسان البحري الجديد، ستكون بمثابة عامل حماية طبيعي من الهجمات المحتملة.

وذكرت منصة إيكاد أن الهدف الثاني: ربما يكون بسبب أن جنوب القاعدة (منطقة اللسان الجديد) يتمتع بشاطئ أوسع ومياه عميقة يمكنها استقبال سفن أكبر، وكذلك استضافة إمدادات بكثافة أكبر لأقرب نقطة للجزيرة.