كشف باحث آثاري يمني أن ست تحف أثرية يمنية ستباع في مزاد إسرائيلي في 25 ابريل/ نيسان المقبل، منتقداً سلبية الحكومة اليمنية في التعامل مع مثل هذا الموقف، لاسيما بعد أن تأكد أن هذه القطع الاثارية من (نزيف الحرب).
وقال عبدالله محسن وهو باحث آثاري وراصد يتتبع آثار اليمن في الخارج، أمس الأحد: منذ سنوات طوال دون توقف، ومزاد المركز الأثري الذي ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي الشهير والمثير للجدل الدكتور روبرت دويتش، على منصة المزادات العالمية بيدسبريت، يعرض العديد من آثار اليمن، تكاد تكون كلها من مجموعة شلومو موساييف.
وأشار إلى أن موساييف رجل أعمال وتاجر مجوهرات ذائع الصيت وجامع آثار يهودي من بخارى ولد في القدس وانتقل للعيش في بريطانيا عام 1963، جمع في حياته أكثر من ستين ألف قطعة أثرية منها المئات من روائع آثار اليمن في محاولة لإثبات صحة التوراة تاريخياً.
وأوضح عبدالله محسن ماهية التحف الست الأثرية اليمنية الست التي ستعرض الشهر المقبل، قائلا: “الأولى تمثال صغير من البرونز من القرن الأول إلى الرابع الميلادي، لسيدة جالسة تحمل طائرا ووعاء، وعلى صدرها وحول المقعد التي تجلس عليه نقش بالمسند. والتحفة الثانية، وعل برونزي رابض، من القرن الخامس قبل الميلاد، “مع الزنجار البني والأخضر الجميل جدا”.
وأضاف: “والتحفة الثالثة، ذراع أنثى برونزية نادرة ترتدي سواراً، من القرن الأول الميلادي”، وبحسب المزاد “تم إصلاح الإصبع الصغير، لكنها بحالة جيدة”، وسبق لذات المزاد عرض هذه التحفة الأثرية قبل عام وفشل في بيعها بسبب السعر الافتتاحي للبيع. والتحفة الرابعة، تمثال برونزي لجمل، من القرن السابع قبل الميلاد، يصور على كلا جانبيه نقشاً بالمسند. والتحفة الخامسة، جمل برونزي آخر. أما التحفة السادسة، رأس ماعز من البرونز المصبوب على الطراز اليمني القديم في القرن الرابع قبل الميلاد، مع “الزنجار الأخضر الجميل”.
15 قطعة من آثار اليمن
وانتقد، في منشور على فيسبوك، ما اعتبره سلبية الحكومة اليمنية في التعامل مع هذا الموقف.
وقال: “كل هذه السنوات، لم تصدر وزارة الثقافة أو الخارجية أو الحكومة بياناً يفند مغالطة اقتناء شلومو موساييف لكل هذه الآثار اليمنية بطريقة قانونية، وتأكد فيه أن هذه الآثار ليست إلا “آثار الدم” في فترة الحرب، وتسلك مسلك العراق التي أجبرت موساييف عبر الطرق القانونية على إعادة آثار نينوى القديمة.”
وتابع: “وسبق للمزاد ذاته في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، عرض 15 قطعة من آثار اليمن للبيع، تتكون من 5 قطع من المرمر، وعشر قطع برونزية، وتعويذة من الفضة، ولم تظهر ضمن المعروضات لوحة برونزية رائعة يبرز منها وجهان لشابين وسيمين، وفي أسفلها كلمة (ش ي م)، كنت قد نشرتها بشكل حصري قبل المزاد، ربما بيعت لجامع آثار لصالح أحد المتاحف في تفاوض مباشر قبل الإعلان عن المزاد. ”
واستطرد: “ومن معروضات المزاد تمثال الأميرة القتبانية كما يسميها النقش أو يصفها بـ (ابنت)، وهي بنت الملك القتباني الشهير يدع أب غيلان (ابنت بنت يدع أب غيلن ملك قتبن)، زوجة (يقه ملك) الذرحاني، وهذا أول تمثال لها بهذا الجمال “، وكان أول ظهور للتمثال في العام 2009 في دراسة فرانسوا برون “ثلاثة إهداءات قتبانية جديدة لحوكم”.
وأضاف: “وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2022م باع ذات المزاد عدداً من آثار اليمن منها دورق برونزي فريد بنقوش مسندية، من القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، تبرز على سطحه الجميل أربعة أسطر من حروف المسند اليمني. وحصان برونزي مع زنجار أخضر جميل من القرن الرابع قبل الميلاد”. ووعاء فريد ذو أهمية عالية من البرونز يصور مشهداً أسطورياً، من النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، “يصور المشهد نجمة في هلال، ومنه تتحول القصة إلى اليمين: شخصية ملتحية تجري تحمل سمكة كبيرة تقترب من وحش بجسد أنثوي، يحمل شاباً في كل يد، وشخص يجري يحمل رمحاً وشجرة نخيل وقنطورا (جسد حصان وجذع ورأس إنسان) يطلق سهاماً على أسد يهاجمه ثور من الخلف”. بالإضافة إلى مبخرة برونزية مزينة بأشجار النخيل ويحيط بها أبو الهول، من القرن الثاني الميلادي، محاطة بنقش مسند محفور ومفرغ، يصور الغطاء زخارف نباتية وكلها تقف على 4 أقدام أسد.
4 تحف برونزية
وتابع محسن: “وفي ذات المزاد في 9 أبريل/ نيسان 2023م تم عرض عقرب برونزي من القرن الثالث قبل الميلاد. وفي مزاد 20 أبريل 2022 عرضت سبع تحف أثرية فريدة من آثار اليمن منها 4 تحف برونزية. وفي 23 سبتمبر/ ايلول 2021 بيع في ذات المزاد رأس ثور من الذهب الخالص المجمع على شكل شرائح متعددة دائرية في الغالب، الأذنين من ورقتين ذهبيتين مدمجتين في الرأس، العيون من العقيق باللون الابيض والاسود. وتمثال حصان برونزي، من القرن الثاني قبل الميلاد، يمتطيه فارس يحمل سيفاً في حزامه وقد فقدت يدي الفارس من منتصف العضد وقدم رجله اليمنى وذيل الحصان.”
وقال: “ولا يسعفنا الوقت لسرد كل ما عُرض في ذات المزاد في عدة دورات، من مقتنيات جامع الآثار الإسرائيلي شلومو موساييف (1925- 2015) الذي يظهر في إحدى الصور حاملاً الحصان البرونزي السابق الذكر. “
القدس العربي
التعليقات