كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن ضغوط أمريكية تهدف لتقريب وجهات النظر بين السعودية والإمارات بشأن اليمن، في ظل مخاوف واشنطن من احتمال تأثير الخلافات بين الدولتين الجارتين على جهودها لتسوية سلمية ونهاية للحرب الأهلية في اليمن.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى لعقد لقاء ثلاثي مع الإمارات والسعودية بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ، في بداية الأسبوع المقبل على الأرجح، على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتتزامن هذه المساعي الأمريكية مع أول زيارة علنية لوفد من الحوثيين إلى العاصمة السعودية، الرياض، لعقد جولة محادثات، بوساطة عمانية، بشأن إنهاء الحرب المتواصلة منذ تسع سنوات.
وتزايدت الخلافات بين السعودية والإمارات، حيث تسعى الرياض إلى ترسيخ نفسها كمركز مالي في المنطقة، وهو المكان الذي احتفظت به الإمارات العربية المتحدة منذ فترة طويلة.
وتدعم الرياض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أما الإمارات فتدعم المجلس الجنوبي الانتقالي الذي يريد الانفصال عن بقية اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية تركز على السياسات المحلية وجذب الاستثمارات الخارجية ضمن خططها لتخفيف اعتمادها على النفط، والخروجَ من اليمن الذي أدت الحرب فيه لتوتر في علاقاتها مع إدارة جو بايدن، في الوقت الذي تريد التفاوض مع واشنطن على معاهدة دفاع مشترك مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإمارات تخشى من أي اتفاق مع الحوثيين، سيكون مكافأة لهم وسيقود إلى مزيد من النزاع، مشيرة إلى أن إن الخطة الإماراتية تقوم على تقوية حلفائها في اليمن، لأن تقييم الإماراتيين يرى عودة النزاع حتى لو تم التوصل لاتفاق.
وأوضحت الصحيفة أن السعوديين راغبون بالخروج، ويعتقدون أنهم سيحصلون على العلاقات التي يريدونها مع الحوثيين.
وقال فارع المسلمي، من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية، إن محادثات هذا الأسبوع في الرياض تبدو واعدة، ويمكن أن تؤدي إلى اتفاق على توسيع الهدنة والتمويل السعودي للرواتب في اليمن، وهي نقطة شائكة في المفاوضات السابقة. لكن الإمارات تشعر بأنها خارجة عن المفاوضات.
وأضاف: "تشعر الإمارات العربية المتحدة وكأن المملكة العربية السعودية قد أهملتها ..لا أحد يحب ألا تتم دعوته إلى حفلة."
وقال شخص مطلع على موقف الإمارات إنها "تتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية بشكل ثلاثي منذ عدة أسابيع".
التعليقات