الخبر من عمق المحيط

التنافس يحتدم بين فصائل يمنية للسيطرة على باب المندب

التنافس يحتدم بين فصائل يمنية للسيطرة على باب المندب

[ التنافس يحتدم بين فصائل يمنية للسيطرة على باب المندب ]

سقطرى بوست -  العربي الجديد الجمعة, 11 أغسطس, 2023 - 12:23 مساءً

تزايدت حدة الصراعات بين فصائل يمنية تابعة إلى القوات المشتركة، المكونة من "المقاومة الوطنية" و"ألوية العمالقة" و"المقاومة التهامية"، المدعومة من الإمارات، للسيطرة والاستحواذ على مضيق باب المندب الاستراتيجي جنوب غربي اليمن.

 

واتهمت قبائل الصبيحة التابعة لمحافظة لحج جنوب غرب اليمن، السبت الماضي، قائد قوات "المقاومة الوطنية" العميد طارق صالح باستحداث معسكر في باب المندب، ومحاولة التمدد نحو منافذ المضاربة ورأس العارة غرب محافظة لحج، ما تسبب بحدوث توتر بين قبائل الصبيحة، التي تساندها قوات تابعة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وبين تشكيلات عسكرية تابعة إلى صالح.

 

وعقب اتهام قبائل الصبيحة لصالح بمحاولة التمدد نحو باب المندب ومناطق تابعة لمحافظة لحج، وجه عضو المجلس الرئاسي قائد "ألوية العمالقة" عبدالرحمن المحرمي قواته، الاثنين الماضي، بالانتشار في مديرية المضاربة ورأس العارة غرب لحج.

 

وقال المركز الإعلامي لـ"ألوية العمالقة"، في بيان، إن المحرمي "وجه بدعم ومشاركة قوات ألوية العمالقة في الحملة الأمنية والعسكرية لضبط الأمن في مديرية المضاربة ورأس العارة، التي وجه بها محافظ محافظة لحج أحمد التركي، في اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية".

 

وأضاف المركز أن الحملة تأتي "على خلفية ما تشهده المديرية من انفلات أمني، وشيوع أعمال التهريب وتزايدها، وانتشار المخدرات، وأعمال قطع الطرقات، وغيرها من الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار".

 

وأشار إلى أن "الحملة تشمل مركز مديرية المضاربة ورأس العارة، والمنافذ البحرية والبرية، ووضع نقاط فيها ومراقبتها، واستحداث نقاط أمنية أخرى، ومكافحة عمليات التهريب والمهربين للممنوعات، ومهربي الأفارقة، ومنع ظاهرة حمل السلاح، والتنسيق العملياتي بين الوحدات الأمنية والعسكرية المشاركة، واستكمال التنسيق في إجراءات التحقيق والضبط وإيقاف المخالفين".

 

قوات صالح: انتشرنا في نطاق مسرح عملياتنا

 

إلا أن قوات طارق صالح نفت الاتهامات الموجهة لها، مشيرة إلى أن انتشارها الأخير يأتي في نطاق مسرح عملياتها، في المناطق الساحلية لتعز والحديدة.

 

وقال المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، لـ"العربي الجديد"، إنه "بالنسبة للقوات المتمركزة في باب المندب، فإن لدينا اللواء 17 عمالقة، الذي يتمركز منذ 2017 في منطقة باب المندب وذوباب حتى السقية على طول الخط الساحلي، ويمتد انتشاره لأكثر من 15 كيلومتراً. ولدينا خفر السواحل التابع للمقاومة الوطنية، وقوات خفر السواحل في باب المندب كذلك".

 

وأضاف: "هذه القوات التي تلقت تدريبات عالية، داخلياً وخارجياً، تتمركز في باب المندب كذلك بالقرب من المضيق، ومعنا أيضاً قوات الردع السريع، التي تنشر في الخط البري، من أجل مكافحة المهربين".

 

وأضاف الدبيش أنه "ليس هناك طرف مسيطر، ونحن نتحرك ضمن نطاق معروف كمسرح عملياتي، حسب النطاق المحدد لنا، والذي يمتد من باب المندب الذي يتبع محافظة تعز إلى الحديدة، وليس هناك موضوع مَنْ المسيطر. نحن كنا بالشراكة مع القوات التهامية وقوات العمالقة كقوات مشتركة، ولا يوجد هناك أي توجهات للسيطرة، فنحن نعمل في مسار وخط واتجاه واحد".

 

وبالنسبة للدور الذي تقوم به هذه القوات، قال الدبيش: نحن نقوم بأدوار كبيرة جداً، وخلال السنوات الماضية وحتى الآن تم القبض على عدة جلبات (مطلوبين)، وأدوات تهريب سماد محظور ومعدات عسكرية، وكثير من الأشياء التي كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.

 

وأضاف: لدينا زوارق بحرية متطورة، ولدينا طيران استطلاعي على مدار الساعة، فالقوات المشتركة هناك تتمثل بالعمالقة 17 وقوات خفر السواحل، وقوات الاستطلاع تقوم بعمل دؤوب لحماية خط الملاحة الدولية، وقد تم، خلال السنوات الماضية، منع عدة شحنات كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.

 

لا خلاف بين فصائل شمالية وجنوبية

 

وأوضح الدبيش أنه "ليس هناك خلاف بين فصائل شمالية وجنوبية، كما روج له البعض، لشق التماسك الصلب للقوات المشتركة، وإنما كان هناك إعادة انتشار للقوات المشتركة المتمثلة بالمقاومة الوطنية واللواء البحري الذي تم تجهيزه تجهيزاً احترافياً وعالياً، داخلياً وخارجياً. وحاولت بعض الأقلام إثارة القبائل بأن هذه القوات خرجت عن نطاق مسرحها العملياتي، وهذا كلام غير صحيح، والأمور مستتبة، ولا يوجد أي خلاف أو نزاع شمالي ــ جنوبي كما يروج له، فنحن نعمل في مسار واحد كقوة واحدة وجسد واحد، هدفنا واحد ونعمل في خندق واحد".

 

وبالنسبة لوصول قوات أميركية إلى البحر الأحمر، أكد الدبيش أن "هناك قوات أميركية وصلت إلى مقربة من مضيق باب المندب، وانتشرت على طول البحر الأحمر لحماية الملاحة الدولية والسفن التجارية التي تمر من هناك وتزيد عن 35 في المائة من تجارة العالم، وتوجد أيضاً بوارج أميركية منتشرة على طول خط البحر الأحمر حتى البحر العربي وخليج عدن".

 

وكان الأسطول الخامس الأميركي أعلن، في بيان الاثنين الماضي، وصول 3 آلاف من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين إلى الشرق الأوسط، للانتشار في المناطق البحرية الاستراتيجية بالمنطقة، منها البحر الأحمر، وباب المندب. وأشار إلى أن السفينة البرمائية "يو أس أس باتان"، التي يمكن أن تحمل أكثر من 20 طائرة، وسفينة الإنزال "يو أس أس كارتر هول"، دخلتا البحر الأحمر بعد عبورهما البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.

 

في السياق، حذر وزير الخارجية في حكومة "أنصار الله" (الحوثيين) حسين العزي من أنه "فقط مجرد اقتراب" من مياه اليمن الإقليمية قد يعني بداية المعركة الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري. وكتب العزي، في سلسلة تغريدات الاثنين الماضي، أنه يتوجب على القوات الأميركية أن تبتعد عن مياهنا الإقليمية، حرصاً على السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر.

 

وعلى الرغم من أن باب المندب يقع جغرافياً في نطاق محافظة تعز، إلا أنه عسكرياً هو ومديريات تعز الساحلية، المخا، وذوباب، والوازعية، وموزع، لا يتبع محور تعز العسكري، بل يتبع "القوات المشتركة" التي تسيطر على الساحل الغربي.

 

وقال الناطق باسم محور تعز العسكري العقيد عبد الباسط البحر، لـ"العربي الجديد"، إن "الساحل الغربي (المخا) وذوباب (باب المندب) يتبعان إدارياً محافظة تعز، ولكن عملياتياً وعسكرياً مستقل عن محور تعز نتيجة لطبيعة المعركة مع مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، وتدخلات الأشقاء في التحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية، على الرغم من أنهما كانا سابقاً يتبعان محور تعز".

 

وأشار البحر إلى "أن هناك مرافئ للتهريب قريبة من باب المندب ومنتشرة على سواحله، ليس فقط لتهريب جميع الممنوعات، ولكن أيضاً حتى المواد الضرورية والعادية من القرن الأفريقي نتيجة التعقيدات التي تفرضها المليشيات على مينائي الحديدة وعدن".

 

جميع الأطراف تسعى للسيطرة على باب المندب

 

ولفت البحر إلى أن جميع الأطراف تسعى للسيطرة على باب المندب لأهميته الاستراتيجية، ولأن التجارة العالمية تمر عبر هذا المضيق الهام.

ويقع مضيق باب المندب في الجزء الجنوبي الغربي لليمن، والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كيلومتراً تقريباً من رأس منهالي في الساحل الآسيوي، إلى رأس سيان على الساحل الأفريقي. وتعطي جزيرة بريم (مَيّون) التابعة لعدن، اليمن أفضلية استراتيجية للسيطرة على الممر، فهي تفصل المضيق إلى قناتين، الشرقية منها تعرف باسم باب إسكندر وعرضها 3 كيلومترات وعمقها 30 متراً، أما القناة الغربية، واسمها "دقة المايون" فعرضها 25 كيلومتراً وعمقها يصل إلى 310 أمتار.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات