قال المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينج، إن اليمنيين هم المعنيون بإقرار دولتهم المستقبلية، وليس لواشنطن ولا للسعوديين ولا للإمارات اتخاذ هذه القرارات نيابة عنهم.
وأفاد في إيجاز صحفي عبر الإنترنت، إننا في الولايات المتحدة عاقدو العزم على استمرار دعمنا لجهود السلام وسنواصل لعب دور مركزي في هذا المجال. لقد جعلت إدارة بايدن، منذ اليوم الأول، إنهاء حرب اليمن أولوية قصوى في السياسة الخارجية، ودفعت، من خلال العمل جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة، الجهود لتأمين هدنة مؤسسية، وبناء إجماع دولي، وحشد جهود السلام الإقليمية.
وأضاف أن الهدنة وضمان فترة من التهدئة، أرست الأساسَ للتقدم الذي نراه الآن، بما في ذلك زيارة الوفدين السعودي والعماني إلى صنعاء الشهر الماضي وإطلاق سراح ما يقرب من 900 محتجز من جميع أطراف النزاع. وقد بات لدينا الآن فرصة للبناء على هذا التقدم لتحقيق سلام أكثر ديمومة واستدامة.
وتابع: في هذه اللحظة الحساسة، تظل الولايات المتحدة ملتزمة كما كانت دائما، وتعمل على تحقيق عملية سلام شاملة بقيادة يمنية. المحادثات الأخيرة في صنعاء هي تطور حاسم، لكنها ليست سوى خطوة واحدة، ومن واجب الأطراف كافة اغتنام هذا الزخم الآن، وتكثيف جهودهم لسد الفجوات المتبقية بينهم للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً.
ويجب أن يمهد هذا الاتفاق الطريق لعملية سياسية يمنية-يمنية شاملة تحت رعاية الولايات المتحدة، التي تشارك بنشاط لحشد الدعم للانتقال إلى مثل هذه العملية الشاملة بقيادة يمنية. وقد ضغطتُ من أجل ذلك خلال اجتماعاتي في المنطقة الأسبوع الماضي. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم وعكس الأزمة الإنسانية حتى يتمكن اليمنيون من تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا لبلدهم.
ومضى بالقول: بالتزامن مع الملف الدبلوماسي، أود أن أؤكد أن الولايات المتحدة تواصل الضغط على جهودها لتقديم إغاثة إنسانية ملموسة للشعب اليمني. ونحن لا نزال أكبر مانح إنساني، حيث ساهمنا بأكثر من 5.4 مليار دولار منذ بدء الصراع. وفي اجتماع التبرع للمانحين في جنيف في فبراير/شباط، أعلن الوزير بلينكن عن أكبر تعهد فردي بمبلغ 444 مليون دولار. ويمكن القول إن الهدنة، مترافقة مع المساعدة الأمريكية، قد ساعدت على منع عشرات الآلاف من اليمنيين من الانحدار نحو المجاعة في عام 2022، وانزلاق الملايين إلى مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي.
وأكد أن الولايات المتحدة، قادت مع الأمم المتحدة وغيرها من المانحين الأساسيين، حملة دولية لحشد الدعم لتفريغ النفط من ناقلة النفط المتحللة صافر. واليوم يسعدني أن أبلغكم أن ناقلة النفط الخام الكبيرة جدا التي اشترتها الأمم المتحدة لإجراء هذه العملية موجودة الآن في ميناء جيبوتي وتستعد لبدء عملية نقل النفط في الأسابيع المقبلة. يضعنا هذا التقدم على طريق تجنب تسرب نفطي كارثي كان من الممكن أن يكون له عواقب إنسانية واقتصادية وبيئية مدمرة للمنطقة بأكملها لو لم نتصرف.
وأكد أن الطريق لإنهاء الصراع في اليمن وحل الأزمة الإنسانية طويل ومعقد، ولكننا قطعنا خطوات كبيرة بشكل جماعي مع الأمم المتحدة وشركائنا خلال العام الماضي. تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالمشاركة الدبلوماسية المكثفة اللازمة لمواصلة تحقيق هذه الأهداف المهمة.
وواصل حديثه، بأنه يجب أن يقرر اليمنيون في نهاية المطاف دولة اليمن المستقبلية. ليس لنا ولا للسعوديين ولا للإمارات أن تتخذ هذه القرارات نيابة عنهم، ولا المجتمع الدولي أيضا. يجب أن يتخذ اليمنيون أنفسهم هذه القرارات. وهذا في نظرنا يشمل مسائل مثل قضية الجنوب، والتمثيل في المؤسسات، وتخصيص الموارد. وستقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وراء حل سياسي يتم إنشاؤه في منتدى يتسم بالشفافية والشمول بقيادة يمنية.
التعليقات