حظي تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي، الجمعة، بترحيب عربي ودولي، عقب تنفيذ المرحلة الأولى من العملية التي شملت إطلاق سراح 320 أسيرا من الجانبين.
وفي 20 مارس/ آذار الماضي، اتفقت الحكومة مع الحوثيين على الإفراج عن 887 أسيرا ومختطفا من الجانبين، في ختام مشاورات عقدت بسويسرا بالخصوص.
** ترحيب خليجي
ورحب مجلس التعاون لدول الخليج العربي بعملية التبادل، وفق بيان لأمينه العام جاسم البديوي، اطلعت عليه الأناضول.
وقال البديوي: "نرحب ببدء عملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين اليوم الجمعة في اليمن".
وأشاد بـ "الاتفاق الذي يعد ثاني أكبر عملية لتبادل الأسرى في اليمن، وبادرة إنسانية مهمة في هذه الأيام المباركة لعودة مئات الأسرى والمعتقلين إلى أسرهم وأهاليهم".
كما ثمّن البديوي "دور المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، ودور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رعاية صفقات تبادل الأسرى".
** ترحيب أمريكي
من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بعملية "تبادل نحو 900 محتجز على خلفية الصراع في اليمن"، وفق بيان اطلعت عليه الأناضول.
وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان: "ترحب الولايات المتحدة بعملية تبادل الأسرى في اليمن".
وأضاف: "تفخر واشنطن بدعم هذه العملية التي تقودها الأمم المتحدة، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا للمساعدة في توطيد الهدنة (..) ما يساعد على تهيئة الظروف لسلام أكثر ديمومة".
وبحسب البيان نفسه، قال سوليفان: "كان العام الماضي في اليمن الأهدأ منذ بدء الحرب، حيث أنقذ أرواح آلاف اليمنيين، وسمح بزيادات هائلة في المساعدات الإنسانية وواردات الوقود، والرحلات المدنية من صنعاء وإليها"، في إشارة إلى فترات الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
** ترحيب أوروبي
وفي السياق، رحب الاتحاد الأوروبي بتبادل الأسرى بين الأطراف اليمنية، والتي توسّط فيها المبعوث الأممي غروندبرغ، وقامت بتسهيلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال الاتحاد في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "إطلاق سراح 887 معتقلا مبدئيا من قبل الأطراف وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، يعتبر خطوة أساسية في تنفيذ اتفاق ستوكهولم المبرم في 2018".
وأضاف: "هذا الاتفاق يبعث الأمل لدى جميع المعتقلين جرّاء النزاع وأسرهم، وفي هذا السياق، يرحّب الاتحاد الأوروبي بالتزام الأطراف بالاستمرار في التفاوض على اتفاق تبادل الأسرى".
وأكد الاتحاد الأوروبي دعواته "لتمديد الهدنة التي من شأنها أن تمهّد الطريق لوقف إطلاق النار ثم عملية سلام شاملة وجامعة برعاية الأمم المتحدة".
وحث جماعة الحوثي "على الانخراط بنوايا مخلصة كما ورد في قرارات مجلس الاتحاد الأوروبي الصادرة في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2022"، مشيدا في الوقت ذاته "بالمبادرات الإقليمية من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الرامية إلى خفض التصعيد".
** ترحيب فرنسي
من جانبها، رحّبت فرنسا بنجاح عملية تبادل الأسرى التي بدأت الجمعة كدفعة أولى بين صنعاء وعدن.
وقالت السفارة الفرنسية في اليمن، في بيان، إن "عملية تبادل الأسرى لفتة إنسانية ولحظة مرتقبة بالنسبة للشعب اليمني وتبشر بالأمل".
كما هنأت السفارة الفرنسية اللجنة الدولية للصليب الأحمر على نجاح العملية بالتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، اكتمال الدفعة الأولى من تبادل الأسرى المفرج عنهم بين صنعاء وعدن، بينهم وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
ووفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سيتم السبت تنفيذ المرحلة الثانية من نقل الأسرى إلى ديارهم عبر المزيد من الرحلات الجوية.
وكان متحدث الوفد الحكومي بمفاوضات الأسرى والمختطفين ماجد فضائل قال اليوم للأناضول، إن "طائرة تابعة للصليب الأحمر وصلت إلى عدن (جنوب) تقل 35 أسيرا من الحكومة تزامنا مع وصول طائرة أخرى إلى صنعاء تحمل 125 أسيرا حوثيا".
وأوضح أنه "بوصول الدفعتين الأخيرتين من الأسرى في عملية التبادل، نكون قد أنهينا المرحلة الأولى والتي ضمت إطلاق سراح 320 أسيرا من الطرفين"، مشيرا إلى "استئناف عملية التبادل (المرحلة الثانية) السبت".
وقبل ذلك بساعات أطلقت جماعة الحوثي 35 أسيرا من الحكومة التي أفرجت بدورها عن 125 أسيرا حوثيا، هي الدفعة الأولى من مرحلة اليوم.
ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، واشتد النزاع منذ مارس 2015، بعد تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
التعليقات