أحرزت جماعة الحوثي خلال الأيام القليلة الماضية تقدما ميدانيا في جبهات هامة داخل البلاد أبرزها في محافظتي الضالع والبيضاء. ووصل تقدم مسلحي الجماعة حد زعم الناطق باسمها يحيى سريع، تأمين كامل جبهة "جبل العود" بين محافظتي الضالع وإب. وفي محافظة البيضاء، أعلن الحوثيون سيطرتهم على جبل حلموس، في مديرية ذي ناعم، بعد معارك عنيفة مع مسلحين موالين للحكومة، سقط خلالها العديد من الضحايا من الجانبين. وقالوا إنهم سيطروا على أكثر من 20 موقعاً في جبهة ذي ناعم، التي تشهد مواجهات في جبهات متفرقة بين مسلحي الجماعة من جهة، وبين مسلحين قبليين وموالين للشرعية من جهة أخرى، منذ سنوات. الكاتب والصحافي ياسين التميمي عزى تقدم جماعة الحوثي وسيطرتها على "مناطق حساسة جدا" إلى ارتباط تلك المناطق بمخطط الإمارات الساعي إلى شطر اليمن نصفين شمالي وجنوبي، لافتا إلى أن القوات الداعمة للإمارات في هذه المناطق صُدمت بوصول صواريخ الحوثي إلى مواقعهم. وقال التميمي في مداخلة له مع قناة الجزيرة مساء أمس الاثنين إن ذلك التمدد جاء انعكاسا لما تشعر به الإمارات من صدمة بسبب جهود الحكومة الشرعية الساعية لاستعادة مؤسسات الدولة، كمجلس النواب (البرلمان) الذي انعقد مؤخرا بدفع سعودي في مدينة سيؤون بعد رفض الإمارات انعقاده في عدن. ووفقا للتميمي فإن لدى الحكومة اليمنية خيارات كثيرة لكن قيادتها تفتقر إلى الرؤية ولديها ترهل وانعدام خيال في استخدام هذه الإمكانيات. وأوضح أن ردة الفعل الإماراتية تمثلت في رفع الغطاء عن المعارك التي كانت تدور في هذه المناطق التي تمدد فيها الحوثي مؤخرا، ولم يكن ذلك التمدد بسبب قلة المقاومين أو ضعفهم ولكنه كان نتيجة لحصار الإمارات لهم وعدم إمدادهم بالسلاح وعوامل الصمود لا من التحالف ولا من الحكومة الشرعية، وبالتالي فقد أحجموا عن القتال لما قد يقود إليه من إلقاء بالأنفس إلى التهلكة. ورأى التميمي أن الإمارات تريد بسلوكها هذا تلقين الشرعية درسا لتمردها على سيطرتها ومحاولتها تصدير النفط اليمني مجددا، واستنزاف القوى الوطنية -وفي طليعتها حزب الإصلاح- بالقتال على أكثر من جبهة دون إسناد جوي أو إمداد بأسلحة نوعية. وأشار إلى إن "سوء إدارة الحرب وخبث النيات" والأهداف الخفية الجيوسياسية لدى التحالف -وخاصة الإمارات- هي التي جعلت الحوثي قادرا حتى على احتلال مواقع داخل السعودية وتحليق طائراته في أجواء الإمارات.
التعليقات