أعاد إعلان السعودية إيداع وديعة في البنك المركزي اليمني، بقيمة مليار دولار، الثلاثاء، إلى الأذهان الوديعة السعودية الإماراتية التي أعلن عنها بالتزامن مع الإطاحة بالرئيس هادي في السابع من إبريل من العام الماضي، وعن مصيرها، وحقيقة الدعم الذي تعلن عنه دول التحالف في اليمن.
وكانت كلا من السعودية والامارات قد تعهدتا في 7 ابريل 2022 بدعم للاقتصاد اليمني بنحو 3 مليار دولار، بالتزامن مع اعلان تشكيل المجلس الرئاسي اليمني، لكن ذلك الدعم تأخر خلال الأشهر الماضية رغم اعلان البنك المركزي في يونيو 2022 استكمال جميع الطلبات.
ويرى محللون ومراقبون أن إعلانات الدعم التي عادة ما تطلقها دولتي التحالف في اليمن (السعودية ـ الإمارات) لم تكن يوماً إلا ضجيجا إعلاميا أكثر من واقع على الأرض، في حين تستمر وضع يدها على مقدرات البلاد وثرواتها، مبقية اليمن رهينة لرغابتها ومثقلة بالديون، وممسكة بتلابيبها عبر مسؤولين خاضعين.
وفي هذا الصدد يؤكد الخبير الاقتصادي اليمني مصطفى نصر، ورئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي، أن "الوديعة التي ستسلم إلى البنك المركزي ليست منحة مجانية وإنما قرض بفوائد".
وقال في تعليق على إعلان إيداع الوديعة السعودية، إن الوديعة التي وضعت الرياض العديد من الاشتراطات للاستفادة منها، لن تسلّم مباشرة للبنك المركزي اليمني، وإنما عبر صندوق النقد العربي وفق جدولة معينة لتسليم الوديعة التي توقع أن تستمر حتى 2025م.
الكهرباء "وعود عرقوب"
في الأثناء احتفت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، أمس الأربعاء، بما سمتها بتوقيع اتفاقيات لتنفيذ مشاريع استراتيجية في حضرموت بدعم إماراتي، من بينها محطة كهرباء.
وحسب وكالة سبأ الرسمية، فإنه جرى في أبوظبي التوقيع على عقود تنفيذ ثلاثة مشاريع خدمية وتنموية في محافظة حضرموت عبر شركات متخصصة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وزعمت أن تلك المشاريع إنشاء محطة كهرباء تعمل بالغاز بطاقة توليدية تبلغ (150) ميجا واط، وإنشاء مصفاة للبنزين في منطقة الضبة بمديرية الشحر بطاقة (20) ألف برميل يومياً وخزانات ومنطقة حرة، وإنشاء وحدة انتاج غاز منزلي.
"سقطرى بوست" تتبع وعود إماراتية سابقة لسلطات محافظة حضرموت بحل مشكلة الكهرباء وجميعها انتهت دون تحيق أي شيء منها.
ففي أواخر العام 2017، أعلنت الإمارات بالتزامن مع زيارة للمحافظ البحسني آنذاك، إلى أبو ظبي، عن هبة بقيمة 100 مليون دولار للتنمية في المحافظة وحل مشكلة الكهرباء بشكل نهائي، غير أن ذلك لم يتم على أرض الواقع.
وبعد مضي خمسة أعوام تعود الإمارات الإمارات اليوم بالترويج لمشاريع وهمية في المحافظة مستغلة لهث السلطات أمام أي وعود، و "الذاكرة المثقوبة" لدى المجتمع ونخبه.
مقدمة لشيءٍ ما
مراقبون مهتمون بالشأن اليمني، يرون أن إعلان السعودية والإمارات عن ودائع مالية ومشاريع تنموية بالتزامن حراك دولي للتوصل إلى اتفاق سلام في البلاد، قد تكون مقدمة لتمرير مخططات ما.
وأضافوا أن مثل الهبات المعلنة ـ التي لم تنفذ ـ عادة ما تتزامن مع تمرير هذه الدولتين أجندتها الخاصة في البلاد التي باتت مستباحة لهما وبتواطؤ من السلطات الشكلية للدولة.
وأشاروا إلى أن (السعودية والإمارات) تسعيان عبر "جزرة" الودائع والهبات المعلنة، إلى إبقاء البلاد رهينة لأجندتهما في ظل استمرار تعطيل موانئ ومطارات البلاد ونهب ثرواته الطبيعية.
التعليقات