اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن سيطرة القوات السعودية على منفذ "شحن" في محافظة المهرة شرقي اليمن الحدودي يهدد الأمن الإقليمي ويثير قلق "سلطنة عمان" إذ تتواجد القوات السعودية على حدودها.
وقال المعهد إن التهديد السعودي في المهرة أول تحدي إقليمي لسلطان عُمان الجديد للسلطان هيثم آل سعيد.
وفي 17 فبراير وصلت قوات سعودية جديدة إلى معبر "شحن" الحدودي بين عُمان واليمن، مما أثار تجدد الصراع مع القبائل الذين يعارضون الوجود السعودي في محافظة المهرة.
وبدأت التطورات منذ 2017 عندما نشرت السعودية قوات في محافظة المهرة بمزاعم القيام بعمليات مكافحة التهريب. وقد نفى المسؤولون العُمانيون حدوث مثل هذا التهريب كما نفت القبائل مراراً وجود التهريب. وتملك اليمن شريط ساحلي كبير للغاية يمكن من خلاله التهريب وليس عبر معبر حدودي معروف ومراقب.
وأشارت القبائل الرافضة للوجود السعودي في المهرة بقيادة الشيخ اللواء علي سالم الحريزي، القائد اليمني الذي كان مسؤولاً سابقاً عن العمليات الحدودية المحلية، إلى أن عدد القوات السعودية يتجاوز بكثير ما هو ضروري لتنفيذ عمليات مكافحة التهريب.
وكان أحمد بلحاف مسؤول التواصل الخارجي باعتصام المهرة قد تحدث في مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية إلى وجود 2000 جندي سعودي، و183 دبابة وآلية.
وقال معهد واشنطن إن الوجود السعودي المهيمن في المهرة ينتهك أسلوب حياة القبائل، كما يقولون، وقد يكون مقدمة لإقدام الرياض على بناء خط أنابيب نفط يمرّ عبر المحافظة.
وفي الواقع، كانت المملكة قد طلبت من اليمن وسلطنة عُمان إمكانية الوصول إلى البحار المفتوحة في العقود الماضية، وتعتقد القبائل في المهرة أن هذا لا يزال الهدف السعودي، مشيرين إلى الوثائق المسربة وتقارير عن نشاط هندسي في عام 2018 كمؤشرات على ذلك [الطموح].
وقال المعهد إن جلب السعوديين مسلحين من محافظات أخرى لمساعدتهم، ستؤدي إلى تفاقم المشاعر المعادية للسعودية وتعزيز مكانة الحريزي.
ولفت التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيرأس أول وفد دولي لرؤية السلطان هيثم في فترة ما بعد الحداد بعد رحلته إلى السعودية، والتي يرى الوزير أنها فرصة للتعرف على الزعيم الجديد وكذلك زيارة رمزية للتعويض عن إرسال مثل هذا الوفد من المستوى المنخفض لتقديم التعازي.
يقول المعهد "من المؤكد أن الوضع في اليمن سيكون على جدول الأعمال، بما في ذلك التوترات في المهرة، إذا لم يثر السعوديون والعمانيون القضية الأخيرة مباشرة مع واشنطن.
وقال المركز: على هذا النحو، يمكن لهذا الوضع أن يؤدي إلى صراع بين شركاء أمريكا في المنطقة، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل. وقد تنظر كل من السعودية وعُمان إلى مثل هذا الصراع بمثابة تهديد وجودي فبالنسبة لمسقط، فإن وجود قوة عسكرية سعودية على حدودها أثناء الانتقال للقيادة أمر مثير للقلق. ولا تريد أي من الحكومتين صراعاً، لكن من غير المحتمل أن تتراجع أي منهما عن حماية مصالحها.
التعليقات