الخبر من عمق المحيط

أزمة الوقود في اليمن تعطل ورش السيارات

أزمة الوقود في اليمن تعطل ورش السيارات
سقطرى بوست -  العربي الجديد الثلاثاء, 19 أبريل, 2022 - 08:11 مساءً

أزمة شح الوقود وارتفاع أسعاره في اليمن أصابا كثيراً من المهن التي تستوعب نسبة كبيرة من الأيدي العاملة في اليمن، ومنها الورش العاملة في إصلاح وصيانة وغسيل السيارات التي ضربها ركود واسع.

 

 

 

ويشكو كثير من ملاك هذه الورش وعمال الصيانة من تراجع أعمالهم وتردي أوضاعهم المعيشية، وعدم استطاعة البعض الإيفاء بالتزامات وتكاليف العمل، واضطرارهم إلى تسريح ما نسبته 50% من العمال لديهم.

 

 

 

ويقول مالك ورشة لإصلاح وصيانة السيارات خليل الشرماني، لـ"العربي الجديد"، إنه في معظم الفترة الماضية يمر عليهم أكثر من يومين من دون أن تصل سيارة تحتاج للإصلاح أو الصيانة للورشة، بعد أن كان العدد يصل في اليوم الواحد إلى أكثر من 7 سيارات.

 

 

 

ويعد إصلاح وصيانة السيارات من أكبر أنشطة التجارة الداخلية في اليمن، والتي تسهم في توفير مئات من فرص العمل في البلاد التي ضاعفت فيها الحرب البطالة إلى مستويات قياسية يصعب على الجهات المعنية التعامل معها.

 

 

 

ويقدر عدد المنشآت العاملة في مجال إصلاح وصيانة السيارات في اليمن بحوالي 21 ألف منشأة، يعمل فيها نحو 45 ألف عامل.

 

 

 

من جانبه، يؤكد كهربائي السيارات المهندس علي فاضل، لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة الراهنة في الوقود، التي بدأت مطلع العام الحالي 2022، هي الأعنف منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن والتي دخلت عامها الثامن، فقد تركت تبعات وخيمة عليهم وعطلت أعمالهم وورشهم وأفرغتها من السيارات والعمال.

 

 

 

يلاحظ على غير العادة تراجع الحركة في شوارع صنعاء خلال رمضان، والتي كان يصل فيها الازدحام إلى ذروته نتيجة توافد كبير للمواطنين والمتسوقين القادمين من مناطق ريف صنعاء والمحافظات المتاخمة للعاصمة اليمنية، ذمار جنوباً وعمران شمالاً، وحجة والمحويت (شمال غرب).

 

 

 

وتستقطب الأعمال المرتبطة بإصلاح وصيانة وغسيل السيارات عدداً كبيراً من الأيدي العاملة في اليمن، إذ تعتبر الخبرة المكتسبة والمتوارثة كافية للعمل في مثل هذه الأنشطة.

 

 

 

رائد الصلوي الذي يعرف نفسه أنه رئيس لنقابة مغسلي السيارات ولديه ورشة في شارع حدة، أكثر الأحياء الراقية في العاصمة صنعاء، والجاذبة المتسوقين بسبب وجود عدد كبير من المولات التجارية على مسافات متقاربة، يقول لـ"العربي الجديد" إن العمل تراجع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وبالكاد ينتهي يومه بغسل سيارة أو سيارتين، وهو أمر يثير استغرابه في منطقة لا تتوقف فيها حركة التسوق على مدار الساعة.

 

 

 

وأضاف: "كان يصل عدد السيارات والمركبات التي يقوم بغسلها وتنظيفها إلى نحو 6 سيارات، وفي بعض الأوقات أكثر من ذلك".

 

 

 

وذكر الصلوي أن كثيراً من العاملين في غسيل وتنظيف السيارات يعيلون أسرة ويعتمدون على هذا العمل مصدرَ دخل وحيداً.

 

 

 

ويلفت منصور النهاري، الذي يعمل في غسيل وتنظيف السيارات، لـ"العربي الجديد"، إلى أن كثيراً من العاملين في المجال، والذين يتجمعون بأعداد كبيرة حول المراكز والمولات التجارية، باتوا يفكرون بالرحيل والهجرة إلى خارج اليمن.

 

 

 

وتكتسب هذه الأعمال والمهن والأنشطة أهميتها ورواجها من وضعية خطوط السير في كثير من المدن اليمنية، إذ تنتشر فيها المطبات والحفر التي تتسبب في إصابة السيارات بالأعطال بصورة مستمرة، إضافة إلى نوعية بعض موديلات السيارات المستوردة والتي تغرق بها الشوارع اليمنية، وهي ما بين نوعيات قديمة ومتهالكة أو تعاني من خلل ومشاكل فنية مزمنة.

 

 

 

ويشكو الميكانيكي عمار قايد، الذي يعمل في ورشة لإصلاح وصيانة السيارات في مدينة عدن، لـ"العربي الجديد"، من صعوبة العمل في هذه الظروف الحرجة. ووفق حديثه، لا يكادون يستيقظون من أزمة لتفاجئهم أزمة أخرى، فقد أدت مشاكل مثل الوقود والكهرباء إلى مضاعفة أعباء هذه المهن التي تكافح بصعوبة للبقاء من أجل تقديم خدماتها الضرورية للمواطنين.

 

 

 

شهد اليمن سلسلة من أزمات الوقود المتعاقبة خلال السنوات الماضية، تنعكس في صدمات قوية أثرت بشدة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتدهور الأمن الغذائي والمعيشي للسكان.

 

 

 

واتسمت هذه الأزمات بالتكرار، لتشمل جميع أنواع المشتقات النفطية، ولتكون سبباً رئيسياً للعديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الأخرى، بما في ذلك اتساع معدلات الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وصعوبة الوصول إلى الخدمات الرئيسية مثل المياه والصحة والتعليم، إضافة إلى زيادة الضغوط على حالات انعدام الأمن الغذائي، وما يلقي ذلك من تبعات وأعباء على الشرائح السكانية الضعيفة في اليمن.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات