الخبر من عمق المحيط

الدراما في اليمن.. كوميديا ساخرة تحاول إخراج اليمنيين من مأساة الحرب

الدراما في اليمن.. كوميديا ساخرة تحاول إخراج اليمنيين من مأساة الحرب
سقطرى بوست -  الجزيرة نت - مراد العريفي الإثنين, 04 أبريل, 2022 - 10:07 مساءً

يقتصر الإنتاج الدرامي والفني في اليمن على شهر رمضان دون أيام السنة، وغالبًا ما تبقى الكوميديا مسيطرة أو حاضرة في معظم المسلسلات والبرامج التلفزيونية.

 

 

 

وكثيرا ما تفتح هذه الأعمال حالة من الجدل بين مؤيد لها كونها تمنح المشاهدين لحظات من الفرجة والضحك، وآخرين معترضين على نوعية الدراما التي تقدمها إذ يرون أنها تهريج فقط لا يعالج قضايا حساسة يعيشها المجتمع اليمني.

 

 

 

غير أن شركات الإنتاج الناشئة والقنوات التلفزيونية تجد الكوميديا أقرب الطرق للوصول إلى المشاهد، بما يحقق لها نسب مشاهدة أعلى، حتى إن كان ذلك على حساب القيمة الفنية للعمل الدرامي.

 

 

 

زيادة في الإنتاج

 

 

 

خلال الأعوام الماضية، اقتصر السباق التلفزيوني على قناتي "السعيدة" و"يمن شباب" المملوكتين لشركات خاصة، غير أن هذا الموسم امتد إلى قنوات أخرى خاضت غمار السباق الرمضاني.

 

 

 

وتعد "المهرية" -المملوكة أيضا لشركة خاصة- أبرز القنوات التي أنتجت أعمالًا درامية، يغلب عليها الطابع الكوميدي، وفق مدير البرامج أمين بارفيد.

 

 

 

ويقول بارفيد -للجزيرة نت- إن الاتجاه إلى الكوميديا كان لأسباب كثيرة أبرزها محاولة إخراج الجمهور اليمني من حالة الكآبة، وجو الأزمات والحرب، إلى الترفيه "محاولين تخفيف ولو الجزء البسيط من تراكمات الحرب والأزمات".

 

 

 

ويضيف "سيناقش المسلسل ويعالج في حلقاته قضايا وظواهر اجتماعية مختلفة".

 

 

 

ويأتي مسلسل "عيال المرحوم" -الذي تصفه القناة بأضخم إنتاج يمني خلال هذا الموسم- في صدارة المسلسلات، ويشارك فيه نخبة من الممثلين الذين عُرفوا بالأدوار الكوميدية.

 

 

 

قناة "الهوية" المقربة من الحوثيين هي الأخرى تبث مسلسل "لا هنا وبس" وبرنامج "مواقف يمنية" ورغم أن العملين يغلب عليهما الطابع الترفيهي فإن ردود الفعل كانت غاضبة، بسبب مشاهد العنف، والاقتحامات، والأسلحة، والتقليد.

 

 

 

البقاء في السباق

 

 

 

أما قناة "السعيدة" فما تزال باقية في السباق الرمضاني رغم تراجعها خلال الأعوام الماضية بسبب الحرب، والقيود المفروضة على حرية الحركة والتصوير والإنتاج في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

 

 

وقال مدير البرامج عصام الخليدي إن القناة تلتزم بتقديم أقوى الأعمال التلفزيونية، أبرزها مسلسل "ربيع المخا" وهو عمل درامي يحاكي العصر الذهبي لمدينة المخا التي صدرت البن اليمني، وسُميت القهوة باسم مينائها.

 

 

 

ويضيف للجزيرة نت أن المسلسل -الذي يحوي عنصر الكوميديا- يحاكي الزمن الجميل للمدينة قبل 200 عام.

 

 

 

ووفق الخليدي فإن البرامج المسابقاتية والجماهيرية التي ستبثها القناة لن تخلو من عنصر الترفيه والكوميديا، وأبرزها "طائر السعيدة" الذي يحوز على مشاهدات واسعة.

 

 

 

وأنتجت "يمن شباب" الموسم الثاني من مسلسل "ليالي الجحملية" الذي يشارك فيه أبرز نجوم الدراما، ويحاكي فترة الثمانينيات لحارة تعد أشهر الأحياء السكنية في تعز.

 

 

 

كما أعادت القناة بث مسلسل "طريق المدينة" الذي جرى بثه عام 2014، غير أنها أعادت تعديل بعض المشاهد والمعالجة الدرامية التي لم تكد تخرج عن إطار الكوميديا.

 

 

 

سخرية الواقع السياسي

 

 

 

تنفرد قناة "سهيل" التابعة لحزب الإصلاح في إنتاج وبث جزء جديد من البرنامج الساخر والأكثر شهرة "غاغة" الذي يقدمه الكوميدي الأشهر محمد الأضرعي بقالب كوميدي وفني مختلف عن مواسمه السابقة.

 

 

 

ولا يقتصر البرنامج بالمشاهدين اليمنيين فقط، بل يحظى بمتابعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من دول عربية.

 

 

 

في المقابل، فاجأ نجم الكوميديا محمد قحطان جمهوره بالظهور في مسلسل "تكتيك" على قناة "المسيرة" ورغم الغموض الذي يحيط بالمسلسل فإن جمهور الفنان شنوا هجومًا عليه، على اعتبار أنه لن يخلو من التحريض والتعبئة الطائفية.

 

 

 

هروب من الواقع

 

 

 

تُبث الدراما اليمنية حصرًا في رمضان، حتى أن بعض القنوات اليمنية تستأجر القمر الصناعي "نايل سات" للبث في الشهر الكريم فقط، وتعود للإغلاق طوال العام.

 

 

 

ويعود ذلك إلى أن الأعمال الدرامية الكوميدية تبقى مطلبًا رئيسيًا للمشاهد اليمني يختتم به يومًا طويلًا من الصيام، ومتاعب الحياة، في ظل الحرب التي تدخل عامها الثامن.

 

 

 

ويقول الممثل والكاتب مروان المخلافي -للجزيرة نت- إن اليمنيين يعيشون تحت طائلة الحرب والحصار والأزمات الإنسانية، وما أفرزه ذلك من متاعب ومشاكل نفسية، لذا فالمشاهد لا يحتاج أن يرى ما يعيشه في واقعه من جديد أمامه.

 

 

 

ويضيف "المشاهد يعيش المأساة اليومية ويعاصر ويعايش أكثر ما تقدمه الدراما".

 

 

 

ويقول "الدراما لن تقدم حلولًا أو معالجات للمشكلة اليمنية المؤرقة، فالحلول بيد السياسيين، وظيفة الدراما -على الأقل- الاتجاه لامتصاص الغضب وتحويل المشاكل لكوميديا سوداء، وتمنح المشاهد فسحة من الضحك".

 

 

 

في السياق، يقول مدير مكتب الثقافة في مدينة تعز عبد الخالق سيف إن رواج الكوميديا في رمضان كان في البداية تقليدا للدراما المصرية، ثم ما لبثت أن تحولت إلى لحظة هروب من الواقع.

 

 

 

ويضيف للجزيرة نت أن الوضع القاتم، وسنوات الحرب التي جثمت على اليمن، جعل الناس متلهفين للبحث عن الضحكة والكوميديا، حتى أن الجمهور ارتبط بممثلين كوميديين، وبشغف ينتظر ما الذي يمكن أن يقدمونه.

 

 

 

ويستدرك سيف بأن الكوميديا رغم تسيدها للموسم الرمضاني فإن المسلسلات الدرامية والتاريخية ما تزال حاضرة وإن كانت قليلة.

 

 


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات