كشفت صحيفة "العربي الجديد" اللندنية، الثلاثاء، عن رفض قيادة القوات المسلحة المصرية، طلب خليجي بإرسال قوات برية لمواجهة الحوثيين في اليمن.
ونقلت الصحيفة على مصادر مصرية خاصة، إن مطلباً قدم أخيراً للقاهرة، في أعقاب تصاعد الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية والإماراتية، بمشاركة عسكرية ميدانية، عبر قوات "الصاعقة" المصرية، لتنفيذ عمليات نوعية ومركزة فقط داعمة لقوات التحالف، أدى إلى نشوء خلاف داخل دوائر صناعة القرار المصري.
وأكد المصدر أن "قيادة العمليات في القوات المسلحة المصرية، والمتمثلة في رئاسة الأركان وهيئة العمليات، تعي جيداً مخاطر التوغل في حرب ميدانية، سواء داخل الأراضي اليمنية، أو حتى في البحر".
وأوضحت أن "حروب الجيوش النظامية تختلف عن حروب الجماعات المسلحة، مثل الحوثيين، وهو الخطأ الذي وقعت فيه جيوش التحالف العربي، خصوصاً الجيشين السعودي والإماراتي".
وقال المصدر إنه "من غير المنطقي بعد سنوات الحرب الطويلة، والتي لم يحقق فيها الجيشان السعودي والإماراتي في اليمن النتائج والأهداف المعلنة، حتى الآن، أن يطلب من الجيش المصري التورط والدخول في حرب هناك، لأن النتيجة لن تختلف كثيراً عن الوضع الحالي، على الرغم من جاهزية القوات المسلحة المصرية العالية، واستعدادها القتالي رفيع المستوى".
وقالت المصادر الخاصة إن "المطلب تسبب في جدل واسع داخل أروقة صناعة القرار المصري، بسبب تبنّي فريق داخل دائرة الرئيس المقربة، للمطلب الذي كان ستترتب عليه امتيازات ومساعدات اقتصادية سخية لمصر" بحد تعبير أحد المصادر.
وأوضحت المصادر أنه "في مقابل ذلك، قوبل الطلب الخليجي برفض قاطع من قيادة المؤسسة العسكرية، التي تمانع الانخراط في أي عمل عسكري مباشر في اليمن، معتبرة أنه سيكون تكراراً لتجارب عسكرية فاشلة سابقة".
وأشارت المصادر إلى أنه "أمام الرفض من جانب قيادة الجيش المصري، للمشاركة بأية قوات قتالية في الأزمة اليمنية، جرى التباحث بشأن الوصول إلى صيغة وسط".
وأوضحت أن هذه الصيغة "تضمن عدم خسران الدعم الاقتصادي الخليجي من الإمارات والسعودية، في ظل ظروف اقتصادية راهنة صعبة تمر بها الحكومة المصرية، وكذلك لا تتصادم مع موقف المؤسسة العسكرية، الذي بدا واضحاً أنه يصعب زحزحته، خصوصاً أن السيسي نفسه كان على اقتناع به، لكن تحت ضغط الأزمة الاقتصادية، ومشورة دائرته المقربة بدأ في التعاطي معه".
تضمّن الحل الوسط إرسال فريق من الخبراء العسكريين إلى جنوب اليمن
وأشارت إلى أن الرئيس السيسي وعبر اجتماع مع كبار القادة، تم التوصل إلى صيغة "إرسال فريق من الخبراء العسكريين، مكون من 7 أشخاص، وصلوا إلى الأراضي اليمنية في الجنوب بالفعل الشهر الماضي، حيث انضموا إلى غرفة العمليات الميدانية هناك".
التعليقات