لا يبدو أن عام 2022 سيكون استثنائيا في اليمن، بل يتوقع الكثيرون أن يكون مليئا بأحداث ساخنة، وسط استمرار في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، وغياب أي انفراجة في الحل السياسي للصراع الذي ترعاه الأمم المتحدة.
"انقسام ومعارك"
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أن عام 2022 لن يكون استثناء عن العام 2021 في اليمن، فالحرب ستستمر في هذا العام مثلما استمرت في الأعوام السابقة.
وقال الشجاع في حديث لـ"عربي21": "ستمكن الإمارات المجلس الانتقالي من الجنوب اليمني"، متابعا بأن "ما يجري في شبوة من تمثيلية يوضح ذلك".
وأشار : "في ظل هذه الترتيبات سيعطى لجماعة الحوثي ضوء أخضر لاجتياح محافظة مأرب (شمال شرق البلاد)"، مؤكدا أن جماعة الحوثي ستنكسر هناك لأسباب عدة، منها انكشاف دور التحالف في السعي إلى ترتيب الانفصال، إضافة إلى الخلافات التي ستدب داخل صفوف الحوثيين.. كل ذلك سيؤدي إلى تعزيز قوة مأرب.
ولم يستبعد الأكاديمي اليمني أن يحدث انقسام في صفوف الجنوبيين على أنفسهم، وسيتشكل حلف لمواجهة حلف الإمارات، الذي سيمنى بهزيمة من الحلف الجديد.
وأضاف: "إلا أن الحرب ستستمر بطرق مختلفة".
" تدهور وتفكك الدولة"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالناصر المودع إنه من الصعب توقع الأحداث في اليمن في العام الجاري، ومع ذلك فإن من الممكن التكهن باستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفكك الدولة وزيادة التدخلات الخارجية في شؤون اليمن.
وأضاف لـ"عربي21": "من المتوقع أن تستمر المعارك في أكثر من جبهة دون حدوث تغيرات حاسمة لهذا الطرف أو ذاك".
وتابع بأن الحوثيين لا يتوقع لهم أن يحرزوا انتصارات استراتيجية في عدة جبهات، لأن الأطراف التي تواجههم قادرة على منعهم من التمدد في أكثر من جبهة، كما حدث في مأرب في العام المنصرم، حيث فشل الحوثيين في السيطرة على المناطق المهمة فيها.
في المقابل، يؤكد السياسي اليمني أنه لا يتوقع أن يهزم الحوثيون ويخسروا مناطق استراتيجية مهمة، معللا ذلك بأن "السعودية والإمارات ليس لديهما خطط وأدوات لفعل ذلك".
أما في موضوع المفاوضات والحل السلمي، فيوضح المودع أن "الظروف غير مهيأة لعملية سلام حقيقية في اليمن".
"انتفاضات وعودة قوية للمؤتمر"
من جهته، توقع الخبير الاستراتيجي اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، علي الذهب، حدوث فراغ سياسي على مستوى هرم السلطة الشرعية المعترف بها دوليا، في ظل تغيرات ستحدث داخل هيكل القوات المسلحة اليمنية.
وقال الذهب لـ"عربي21"، إن اتفاق الرياض، سيشهد تقدما في ملحقيه السياسي والعسكري الأمني، بطريقة لا تحقق أي هدف للأطراف الداخلية (الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي)، مضيفا أن التحالف سيبقى المتحكم والمسيطر بما يمكن تنفيذه.
وتابع: "قد نشهد بعض التوترات التي قد تتسبب في إحداث تحول سياسي داخل السلطات المحلية في محافظتي حضرموت والمهرة، شرق البلاد".
ولم يستبعد الخبير اليمني قيام المجتمع الدولي بتعديل للقرار الدولي 2216 الصادر عن مجلس الأمن العام 2015، وتحقيق تقدم محدود في عملية السلام خلال هذا العام.
وقال الذهب إن تقدما عسكريا سيحققه الجيش اليمني في محافظة مأرب، ولكنه مشروط بنجاح إعادة ترتيب القوة الفاعلة داخل المؤسسة العسكرية.
وفي ما يخص الحوثيين، أكد الخبير الاستراتيجي اليمني أن هناك تحولات يتوقع حدوثها داخل البنية السياسية لجماعة الحوثي، بالإضافة إلى حدوث اختراقات أكثر في صفوف الجماعة، وتسرب المزيد من المعلومات حولهم.
وتوقع الخبير العسكري اليمني "اندلاع انتفاضات داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، لا سيما في صنعاء، طوال السنة الجارية"، ولكن ذلك، مشروط بتقدم القوات الحكومية في مناطق تهيئ لمثل هذه الانتفاضة أو وقوعها.
وذكر الذهب أن حزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي كان يترأسه علي صالح) سيشهد عودة قوية سياسيا وعسكريا، مقابل تراجع دور حزب الإصلاح اليمني (إسلامي) وقوى ثورة 11 فبراير (2011).
ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.
وفيما تضغط الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب، يطالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق في ظل حصار سعودي منذ العام 2016، قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
التعليقات