[ طفل تم تجنيده في صفوف الحوثيين (Getty) ]
كشفت مجلة فورين بوليسي عن الدور الذي تلعبه بريطانيا في المشاورات بين الحوثيين والسعوديين في مسقط والأردن.
وكانت السعودية مترددة بشأن التفاوض مباشرة مع الحوثيين، منذ بداية الحرب لكنها تركت قناة اتصال خلفية بدأها السفير السعودي محمد آل جابر بالتواصل محمد عبدالسلام كبير المفاوضين الحوثيين والمتحدث باسم الجماعة عام 2016م، لكن تم تجميد هذه القناة بعد شن الحوثيين هجمات على منشآت حيوية جنوب السعودية.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا واصلتا الجهود لإقناع السعوديين بالتحاور مع الحوثيين مع استمرار الحرب.
ونقلت المجلة عن ثلاثة مصادر دبلوماسية قولها إن السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون ظل ينقل الرسائل بين الحوثيين والسعوديين.
فيما تبادل مدير الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان رسائل واتساب مع عبد السلام، المفاوض الحوثي.
وفي سبتمبر2019 قام القيادي الحوثي حسين العزي بالسفر برا إلى العاصمة العمانية مسقط، التي تحولت إلى قاعدة دبلوماسية غير رسمية للحوثيين حسب مصدر دبلوماسي.
وساعدت الحكومة البريطانية على ترتيب طائرة إلى العاصمة الأردنية عمان حيث التقى العزي بنائب الحميدان هناك.
ورفضت السعودية وبريطانيا التعليق على هذه المعلومات.
وقالت المجلة إنه وبعد لقاء عمان بين "العزي" ونائب الحميدان، أعلنت جماعة الحوثي يوم 20 سبتمبر2019 عن وقف الهجمات الحدودية ضد السعودية، ووعدت الجماعة بأن يكون الأمر دائما لو أوقفت السعودية الغارات الجوية ضد الأهداف الحوثية. لكن السعودية لم تتوقف لكنها قللت عدد الضربات الجوية، وفي نفس الوقت استمر الحوثيين بتنفيذ هجمات على السعودية، مثل السيطرة على سفينة سعودية إلى جانب سفينتين في البحر الأحمر.
وبحسب تقرير لوكالة أنباء أسوشيتد برس كان الحوثيون على اتصال مستمر عبر الفيديو خلال الأشهر الماضية. وبحسب التقرير فقد ناقش الطرفان إمكانية فتح ميناء صنعاء وإنشاء منطقة عازلة بين المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والحدود السعودية والتزام من الجماعة بالابتعاد عن إيران.
وقال مصدران دبلوماسيان ل"فورين بوليسي" إن مسؤولين سعوديين وحوثيين بارزين عقدوا اجتماعات وجها لوجه على هامش لقاء الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي مع السلطان قابوس.
ورحب حلفاء السعودية بمحاولات التقارب مع الحوثيين في الحرب التي باتت بلا نهاية وحان الوقت لصفقة مع الحوثيين.
وقال فيليب ناصيف من العفو الدولية “وصلوا إلى هذه النقطة لأن السعوديين والاماراتيين واجهوا سلسلة من العقبات بما فيها الحقيقة البسيطة وهي عدم وجود تقدم عسكري لتغيير الوضع القائم”.
وفي مؤتمر صحافي في أبوظبي قال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن أي اتفاق “يجب أن يأخذ بعين الاعتبار طموحات كل أطراف المجتمع اليمني بما فيها الحوثيون”.
وقال قرقاش “لقد أطلق الحوثيون الدمار الكبير في البلد ولكنهم جزء من المجتمع اليمني وسيكون لهم دور في المستقبل”.
وأزعجت اللقاءات السرية المسؤولين اليمنيين الذين شعروا أنهم همشوا، وحتى المبعوث الأممي مارتن غريفثس الذي دعم التقارب لكي يعطي زخما لجهوده. وقال مسؤول يمني بارز “حسب رأيي فقد أُخرجت الحكومة اليمنية من الصورة، وهذا أمر خطير”. داعياً للحفاظ على دور الأمم المتحدة. و”أي محاولة لإفشال عملية الأمم المتحدة ستنتهي إلى الهاوية”.
التعليقات