الخبر من عمق المحيط

اليمن.. موجة تصعيد جديدة واتساع الفجوة بين الحكومة والحوثيين

اليمن.. موجة تصعيد جديدة واتساع الفجوة بين الحكومة والحوثيين

[ معارك عنيفة في جبهات مأرب الغربية ]

سقطرى بوست -  الأناضول الجمعة, 17 ديسمبر, 2021 - 12:00 مساءً

يشهد اليمن منذ أيام موجة تصعيد جديدة من الصراع العسكري المحتدم بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى.

ويأتي هذا التصعيد وسط اتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بشأن عدم الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار في البلد العربي الفقير.

وحتى اليوم، تتواصل المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين بشكل غير مسبوق بمحافظة مأرب وسط اليمن.

ويحاول الحوثيون التقدم تجاه حقول النفط والغاز في المحافظة، بعد سيطرتهم خلال الأشهر الماضية على عدة مناطق ريفية في مأرب.

وبشكل يومي، يشن طيران التحالف بقيادة السعودية عشرات الغارات على مواقع الحوثيين بمأرب، ويعلن عن مقتل العديد من عناصر الجماعة المسلحة جراء القصف الجوي الذي يأتي سعيا منه لمنع تقدمهم.

والإثنين، منيت القوات الحكومية بخسارة كبيرة إثر مقتل قائد هيئة العمليات الحربية بوزارة الدفاع اللواء الركن ناصر الذيباني، الذي سقط أثناء قيادته المعارك ضد الحوثيين جنوبي مأرب.

جاء ذلك بعد أيام من مقتل علي علوان، قائد اللواء الثاني مشاه جبلي في جماعة الحوثي، أثناء قيادة المعارك في مأرب، فيما تعلن الجماعة بشكل يومي تشييع عشرات من مسلحيها في عدة محافظات.

** تصعيد عابر للحدود

تأتي المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين، تزامنا مع تنفيذ الأخيرين هجمات متكررة ضد مواقع سعودية، يقول التحالف إنه تم صدها، فيما يواصل الأخير شن غارات مكثفة على مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.

ومساء الأربعاء ، أعلن التحالف العربي في بيان، اعتراض وتدمير صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون تجاه السعودية.

وفي اليوم ذاته، أعلن التحالف في بيان ثان، سقوط مقذوف معاد بالمنطقة الصناعية بمحافظة "أحد المسارحة" في منطقة جازان جنوب غربي السعودية.

وأوضح التحالف، أن المقذوف "نتج عنه أضرار مادية بـ 3 ورش صناعية واحتراق 3 مركبات مدنية".

ومساء الأربعاء نفسه، أعلنت جماعة الحوثي "إطلاق 5 صواريخ باليستية على أهداف سعودية حيوية" في جازان وخميس مشيط جنوب غربي المملكة.

وصباح الخميس، أعلنت جماعة الحوثي "إسقاط طائرة تجسس أمريكية الصنع أثناء قيامها بأعمال عدائية في محافظة مأرب"، فيما لم يعلق التحالف على الأمر.

كما كثف التحالف خلال الأيام الماضية من ضرباته الجوية على مناطق حوثية في صنعاء، يقول إنها مواقع لتجميع الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

والإثنين، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: "ازدادت حدة القتال مع تجديد الحوثيين الضغط من أجل السيطرة على مدينة مأرب والحقول النفطية في المحافظة، بينما زاد التحالف من ضرباته الجوية دعمًا للحكومة".

وأضاف غروندبرغ في إحاطة له إلى مجلس الأمن: "ما زلتُ قَلِقًا من احتمالية وقوع الحرب في المناطق الحضرية في المدينة، وسيكون لذلك إن حدث تبعات مروعة على المدنيين".

** فجوة بين طرافي الصراع

يأتي التصعيد العسكري مع اتساع فجوة الخلافات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، إثر تمسك كل طرف برأيه لحل أزمة البلاد.

وتتمسك الحكومة بضرورة وقف شامل لإطلاق النار تمهيدا لمعالجة الملف الإنساني وحل شامل للأزمة، فيما يصر الحوثيون على ضرورة معالجة الوضع الإنساني وفتح مطار صنعاء وإدخال الوقود دون شروط، قبيل الدخول في وقف إطلاق النار.

كما تصر الحكومة على ضرورة أن تكون أي مفاوضات مقبلة مستندة على مرجعيات ثلاث هي المبادرة الخليجية (2011) ونتائج مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014) وقرارات مجلس الأمن الدولي خصوصا رقم 2216 (يلزم الحوثيين بالانسحاب من المناطق الخاضعة لهم)، فيما يرفض الحوثيون هذه المرجعيات.

وأبلغ المبعوث الأممي في أحدث إحاطة له مجلس الأمن الدولي، بأن إطلاق عملية سياسية في اليمن "مهمة معقدة" في ظل اتساع الفجوة بين أطراف الصراع، والأزمة الاقتصادية وتسارع العمليات العسكرية.

وقال غروندبرغ الثلاثاء، إنه "لمس إحباطا بسبب فشل محاولات الأمم المتحدة السابقة لحل الأزمة"، ورغم هذا الشعور بالإحباط، واصل جولاته الإقليمية والدولية للحصول على دعم يساعد على حل أزمة اليمن.

والأربعاء، زار المبعوث الأممي فرنسا والتقى بكبار المسؤولين فيها، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وقال: "الدعم الدولي المنظم لجهود الأمم المتحدة ضروري من أجل عملية سياسية جامعة تهدف للتوصل إلى حل شامل للنزاع في اليمن"، حسب البيان.

وأضاف غروندبرغ: "لفرنسا دور مهم تلعبه كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن وفي الاتحاد الأوروبي".

جاء ذلك بعد يومين من زيارته العاصمة العمانية مسقط، ولقائه مسؤولين عمانيين وسياسيين يمنيين بينهم كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام.

ومع مرور نحو 7 سنوات من الصراع تقول الأمم المتحدة، إنه بنهاية العام 2021، ستكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.

ومنذ فبراير/ شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات