هربا من أجواء حرب أكلت الأخضر واليابس خلال نحو سبع سنوات، تبحث مئات الأسر اليمنية في صنعاء عن متنفس للترويح عن النفس، بعيدا من ضجيج السياسة وقرقعة السلاح.
ويعد سد سيان الواقع في منطقة سنحان (20 كلم جنوب شرقي العاصمة صنعاء) من أكثر الأماكن مقصدا لليمنيين الهاربين من صخب المدن، خصوصا لقضاء الإجازات الأسبوعية والاستمتاع مع أطفالهم بمنظر السد وركوب القوارب والدراجات المائية.
ويتجنب أهالي صنعاء الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات داخل العاصمة، بسبب اكتظاظها بالزوار، ليقصدوا الطبيعة المحيطة بسد سيان، حيث ينصبون الخيام ويتناولون وجباتهم على ضفاف السد المزدحم بمئات الزائرين.
خالد محمد، الذي جلب عائلته إلى منطقة سيان خلال عطلة نهاية الأسبوع، يقول إنه قصد هذا المكان لأنه يمنحه القدرة على تنفس هواء البحر، إذ لم يعد بمقدورهم السفر بعيدا إلى البحر بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.
وتكتظ حدائق صنعاء بالمتنزهين، إذ باتت الملاذ الوحيد لأهالي العاصمة، بعدما أصبح الوصول إلى البحر في الحديدة أو عدن متعذرا بسبب الحرب.
يقول يحيى مفتاح، الذي قصد وأصدقاؤه مع عائلاتهم سد سيان لقضاء عطلة الجمعة: "يتميز المكان بجوه المعتدل نظرا إلى بعده عن الحديدة وعدن اللتين تعدان منطقتين حارّتين في هذه الأيام".
أما محمد عبد الوهاب الوصابي، فأتى مع أصدقائه إلى سد سيان في رحلة ترفيهية خططوا لها للاستمتاع بإجازتهم الأسبوعية والترويح عن أنفسهم بعد الانتهاء من امتحاناتهم الجامعية في صنعاء.
"الأناضول" رافقت الوصابي وأصدقاءه في جولة على قارب صغير تم استئجاره كمحاولة لاسترجاع ذكرياتهم الماضية عندما كانت رحلاتهم تتم إلى المناطق الساحلية كالحديدة وعدن.
يقول الوصابي إن المكان يُعد "أفضل منطقة سياحية قريبة من صنعاء."
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014
التعليقات